ثقافته ونشأته المختلفة وعلاقتها بالعديد من عمالقة جيله جعلت منه شخصية فريدة تمتلك كل صفة وعكسها فكانت أغانيه في بداياتها توصف بـ المبتذلة وكان يسمى بالشيخ الهابط (نسبة دراسته في الأزهر) إلى أن تحول مجرى حياته بمقابلته للزعيم الراحل.
معلومات عن محمد يونس القاضي
شاعر ومؤلف مصري ولد عام ١٨٨٨ من أصل صعيدي ، ولد في الدرب الأحمر بالقاهرة ثم انتقل للمنيا إلى مركز أبو قرقاص و هناك أكمل تعليمه بمدرسة الشيخ محمود عمرو ومنها إلى مسقط رأس والده في قرية النخيله بأسيوط عندما كان عمره ١٢ عام مع أسرته المكونة من ٩ أطفال ووالدته ووالده الذي كان يعمل بالقضاء وكان مثقف لدرجة أثرت بشكل كبير على شاعرنا فكان لديه العديد من الكتب تصل للآلاف وكان يقيم كل أسبوع في منزله صالون ثقافي يحضره الشاعر كسكرتير ليدون الندوة وترعرعت بداخله بذور حبه وشغفه تجاه الشعر والأدب ..ثم التحق بجامعة الأزهر في القاهرة، حاول العمل في الصحافة منذ الوهلة الأولى.
علاقته بالزعيم مصطفى كامل
استطاع أن يصل للزعيم لنشر أولى مقالاته وبالفعل نشرها الزعيم في جريدة المؤيد ومن هنا كانت بداية مسيرته وبداية علاقته بالزعيم الذي طلب منه تبسيط خطبه في الصحف ليفهمها العامه.
تناقض أعماله
رغم علاقته بالزعيم كانت له أشعار تم وصفها بـ الهابطة منها أغنية (ارخي الستارة اللي في ريحنا) وأيضاً أغنية ( تعالى يا شاطر نروح القناطر) وكتب حوالي ألفي طقطوقه وغنى له أكبر المطربين آنذاك وأغلبهم سجل على أسطوانات منهم (منيرة المهدية وزكي مراد وعبداللطيف البنا) إلى أن تعمق في السياسه وشارك أيضاً في تعليم الخطابة وكتب مقالات صحفية ومسرحيات سياسية إجتماعية يقال أنها وصلت ل ٥٨ مسرحية مما زاد غضب المصريين على الإنجليز فقاموا بوقف مسرحيته التي كانت بعنوان( كلها يومين) من ألحان الراحل( سيد درويش ومثلا بطولتها منيرة المهدية) التي كانت توجه العبارات والتهم ضد بريطانيا مما أدى لاعتقاله مما يدل على تأثر الشعب به وسهولة وصوله لعقولهم وقلوبهم.
تحول أهدافه وتوطد علاقته بالزعيم كامل
كتب أيضاً يا بلح (زغلول) بعد نفي الزعيم سعد زغلول وزملاؤه وشارك في ثورة الأزهر الأولى عامي ١٩٠٨ و ١٩٠٩ غير أنه كان يترجم خطب كامل من الأجنبية للعامية كما عمل في جريدة المؤيد.
علاقته بالعبقري سيد درويش
تجلت وطنيته وسياسته بوضوح في أعماله منها أعمال سيد درويش بصداقتهم أنجبت فن مؤثر عاش حتى الآن منها ( أنا هويته وانتهيت) و( أهو ده اللي صار).
مكانة مرموقة
وأهميته لا تكمن فقط في مسيرته السياسية وأشعاره فقط فهو من كتب الأغنية الوطنية (بلادي) التي أعاد توزيع ع موسيقاها الموسيقار محمد عبد الوهاب والتي أصبحت النشيد الوطني فيما بعد وحتى الآن.. وتقلد أيضاً منصب رقيب المصنفات الفنية لخدمة صديقه وتغير توجه هذا الشاعر بالكامل واستطاع أن يقف بوجه الإنجليز حتى بعدما أعتقل ١٩ مرة واستمر حتى بعدما تلقى أولى صدماته وهي وفاة صديقه الزعيم مصطفى كامل وبعدها صدمته الأكبر وفاة سيد درويش الذي كان لم يبلغ سوى ال٣١
فكان آخر ما صرح لجريدة الأخبار عام ١٩٦٩ أنه حزين ومتألم لأقصى درجة من الناس غير مرضه الجسدي فتدهور صحته أدى به إلى الضياع وإلى أنه عاش ينتظر الموت وفقد كل ما يملك على علاجه حتى توفي وحيدا فقيرا في أول يونيو عام ١٩٦٩ ويتوقع البعض أن أهميته فقط في كتابة النشيد الوطني ولا ينتبه البعض أعماله العديدة وقربه من عباقرة الفن والتاريخ والسياسة