يعتبر محمود أبو الفتح أول نقيب للصحفيين في مصر، وهو كذلك صاحب جريدة المصري، سنذكر تاريخه التعليمي ونشأته وأهم أعماله وألقابه، و سنوضح رحلة تأسيسه لجريدة المصري وسبب الحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.
نشأة محمود أبو الفتح
- الاسم الثلاثي هو محمود أحمد أبو الفتح، ولد عام 1893 في مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة التي كانت تسمى في هذا الوقت بجامعة فؤاد الأول.
- تعرض للعديد من الفصل أثناء تعليمه في جامعة فؤاد الأول بسبب ميوله لحزب الوفد، حيث كان من داعمي الزعيم سعد زغلول.
- مما اضطر والده الشيخ أحمد الأستاذ في الشريعة الإسلامية بالتعهد داخل جامعة فؤاد الأول على أن ابنه محمود لن يشارك مع حزب الوفد مرة أخرى ولن يثير الجدل حول انتمائه لوطنه.
أعمال محمود أبو الفتح الصحفية
- كان محمود أبو الفتح يجيد كتابة المقالات، فبدأ حياته كصحفي في جريدة وادي النيل، التي كانت تعطيه راتب جنيهاً ونصف في الشهر، وقد كتب العديد من المقالات الصحفية بأسلوبه الجذاب الجديد على القراء.
- مما جعل جريدة الأهرام تطلب التعاقد بالعمل معه كصحفي، فوافق محمود أبو الفتح على عرض جريدة الأهرام وانفرد معهم بالعديد من المقالات الحصرية، منها مقال ركوب منطاد زيبلن الألماني في مصر، وهو أول منطاد حربي في بداية القرن العشرين.
- وبعد أن انفرد بهذا المقال وجعله حصرياً لدي جريدة الأهرام، قام محمود أبو الفتح بتغطية اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون.
مساهمات محمود أبو الفتح مع سعد زغلول
- قدم محمود أبو الفتح مشاركة مهمة في ثورة 1919، عندما عرض على سعد زغلول أن يتم ترجمة أخبار الأحداث التي تحدث في مصر باللغة الإنجليزية لنشرها في الصحف الأجنبية.
- ووافق سعد زغلول على هذه الفكرة، حتى أصبحت أخبار مصر يتابعها العديد من الدول حول العالم، دون أكاذيب أو تلفيق.
- ثم قام بمقابلة اللورد إدموند هنري في لقاء محادثة طويل، أثار فيه اللورد إدموند هنري غضب المصريين، مما سبب في إشعال الغضب في نفوس المصريين، فطلبه سعد زغلول للسفر معه إلى أوروبا ليصبح المستشار الإعلامي للوفد المصري.
- وتابع محمود أبو الفتح أعماله كصحفي لدى جريدة الأهرام، حيث ينفرد بتغطية أحداث مفاوضات الوفد في لندن يومياً ويتم نقلها إلى الشارع المصري.
- وعندما عاد من سفره مع سعد زغلول، قام بكتابة كتاب المسألة المصرية والوفد، مما جعل جمال عبد الناصر يطلب الاستعانة بمحمود أبو الفتح ليكون موجوداً في وقت توقيع المعاهدة مع الإنجليز.
محمود أبو الفتح وجريدة المصري
- كان محمود أبو الفتح أكثر الأشخاص المرشحين لمنصب رئيس تحرير الأهرام، ولكن مالكين الجريدة كانوا يفضلون إعطاء رئاسة التحرير لأحد الأجانب فضلاً عن المصريين.
- فقام محمود أبو الفتح بأنشاء جريدة المصري، وساعده محمد التابعي وكريم ثابت في بدايات إصدار الجريدة، وصدرت أول أعداد جريدة المصري عام 1936، حيث كانت المنافسة قوية بينهم وبين جريدة الأهرام في هذا الوقت.
- تميزت جريدة المصري بكتابة المقالات بالشكل العصري الجديد، بدون الاهتمام بالشعر الأدبي أو المطولات، فكان أسلوب جريدة المصري مختصراً وسهل القراءة.
- تطورت جريدة المصري حتى حصلت على حصريات للحرب العالمية الثانية، وكان لمحمود أبو الفتح السماح بالدخول إلى خط ماجينو لبث الأخبار من داخل الحدث.
- واستمر محمود أبو الفتح في التألق حتى أنشأ نقابة الصحفيين عام 1941، وأعلن أن شقته في الإيموبيليا هي مقر نقابة الصحفيين.
محاكمة محمود أبو الفتح
- أدت ثورة يوليو إلى العديد من التغيرات في البلاد، وتم إصدار بالحكم على محمود أبو الفتح بالسجن عشر سنوات ومصادرة أمواله بتهمة القيام بأفعال ضد سلامة الوطن بسبب الاتصالات التي كان يقوم بها في الخارج.
- كان محمود متغيباً حين إصدار الحكم، حتى توفي في سويسرا عام 1958، ورفض جمال عبد الناصر دفن جثمانه في مصر بسبب الخوف من ردود أفعال الشعب، فطلب بنقل ودفن الجثة إلى تونس.
هكذا نكون قد تحدثنا عن حياة الصحفي محمود أبو الفتح الذي قدم حياته للصحافة المصرية، والذي كان ولايزال ذكرى لا تزال حياة في مجال الصحافة المصرية.