نحن بصدد الحديث عن كاتب وسياسي مصري مخضرم السيد ياسين، استطاع بفضل قلمه أن يزلزل أركان الصحافة المصرية، التي كانت تمر بفترة مخاض عسير، في ظل صعود التيارات الدينية إلى فوهة السياسة، دعونا نتحدث عن رحلة الكاتب العتيد السيد ياسين.
معلومات عن السيد ياسين
- بدأ السيد ياسين حياته المهنية كباحث مساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فقد وقع الاختيار عليه ضمن ثلاثة مرشحين استوفوا شروط التقدم للوظيفة، من أصل ٣٠٠ متقدم.
- تقلد السيد ياسين منصب مدير الدراسات السياسية والاستراتيجية لصحيفة الأهرام لمدة تصل إلى ١٩ عاما، فاهتم كثيرا بالدراسات الاستراتيجية التي تتصل بالرؤى المستقبلية، بالنسبة للقضايا التي تنخرط فيها الدولة المصرية بقوة.
- عاد بعد ذلك السيد ياسين لمهده الأول، حيث مركز البحوث الاجتماعية والجنائية، ولكن تلك المرة كأستاذ غير متفرغ، وليس باحثا كما بدأ.
- كان السيد ياسين ضمن أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، إلى جانب كونه عضوا بلجنة الدراسات الاجتماعية المنتمية للمجلس الأعلى للثقافة.
- شغل كذلك السيد ياسين منصب مدير المنتدى العربي بالأردن في أوائل التسعينات، ثم بعد ذلك التحق للعمل كمساعد بوزارة الخارجية المصرية، كما كان رئيسا للجنة المتغيرات الوطنية، وغيرها من المناصب الرفيعة.
كم عمر السيد ياسين؟
- ولد السيد ياسين بالإسكندرية عام ١٩٣٣، حيث تخرج من كلية الحقوق، بعد ذلك حصل على درجة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، تخلل تلك الفترة عمله كباحث بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية.
- انضم السيد ياسين في أول مراحله التعليمية لجماعة الإخوان المسلمين، فهو يدين بالفضل لتلك الخطوة، إذ ساهمت في تحوله من شخص إنطوائي إلى شخص قادر على مواجهة الجماهير، ولكن بعد ذلك ترك جماعة الإخوان، بسبب الرؤية الظلامية لأعضائها الذين لا يأملون سوى أن يكون أحدهم مثل النماذج الدينية القديمة، دون أن يكون لهم حلم حقيقي.
- بسبب انشغال السيد ياسين المكثف معظم وقته مع الإخوان، لم يؤهله مجموعه سوى لدخول كلية الحقوق كما أسلفنا القول، وهناك بدأ تأثره الحقيقي بكتابات طه حسين وغيرهم من رواد الاجتماع النفسي مثل الدكتور المرصفاوي، وكانت تلك هي البداية الفعلية للسيد ياسين الذي نعرفه اليوم.
- تأثر السيد ياسين كثيرا بالفكر والأدب الغربي، إذ كان يتجالس وأصدقاؤه داخل منزله بالإسكندرية، لعمل الأمسيات حول ذلك، ولكن سرعان ما شعر أصدقاؤه من صعوبة ذلك، ولكن السيد ياسين ظل يكتب التأملات والخواطر النفسية التي ساهمت في بناء مسيرته الحقيقية.
- جراء حبه للتعلم، سافر السيد ياسين إلى فرنسا لدراسة القانون والعلوم الاجتماعية، والذي جعله كذلك يهتم بدراسة علم جديد نشأ في ذلك التوقيت وهو علم الاجتماع السياسي.
توفي السيد ياسين عام ٢٠١٧ بمستشفى للشيخ زايد، وذلك عن عمر ناهز ٨٤ عاما.
مؤلفات وكتب السيد ياسين
انصبت معظم دراسات السيد ياسين باتجاه النهوض والاندثار التاريخي والاجتماعي كذلك، والتي كان جزء منها تلك الحركات الظلامية المنتشرة بكل عصر، ومن بين تلك الكتب:
- كتاب صعود وسقوط حركات الإسلام السياسي.
- كتاب ما بعد الثورة.. الزمن التنموي والتحديث الحضاري.
- كتاب مصر بين الأزمة والنهضة، وكتاب تحليل مفهوم الفكر القومي، وغيرها من الكتب الكثيرة التي عبر من خلالها عن استراتيجيات الواقع السياسي والاجتماعي.
الجوائز والتكريمات التي نالها الكاتب السيد ياسين
- حاز السيد ياسين على جائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية عام ١٩٩٦.
- كما فاز بوسام الاستحقاق الأردني من الطبقة الأولى، كذلك وسام الدولة للعلوم والفنون والأدب، كل حقبة التسعينات.
- حصل على جائزة أفضل كتاب في الفكر عن كتابه الوعي التاريخي والثورة الكونية، وذلك بدورة معرض الكتاب الدولي بالقاهرة.
- حصد كذلك جائزة سلطان بن على العويس من دولة الإمارات الشقيقة، وذلك عام ٢٠١٣، وغيرها من الجوائز القيمة.
السيد ياسين يعد من أبرز الكتاب والمفكرين الذين لعبوا دورا هاما في رحلة الثقافة العربية خلال السنوات الثلاثين الماضية، فكان استحقاقه لتلك الجوائز ليس من فراغ، بل كان نتاج ثمرة عقلية سياسية ناضجة استشفت المستقبل الذي نعيشه.