نحن أمام عبقرية صحفية طغى بقلمه على أقرانه من الكتاب، فكان أصغر رئيس تحرير داخل بلاط صاحبة الجلالة مقارنة بسنه، ولكنه كان أكبرهم مقاما بكلماته المليئة بالحيوية والرشاقة، في هذا المقال سوف نتحدث عن أحمد بهاء الدين، وسنبرز أدق تفاصيل حياته المهنية والشخصية.
معلومات عن أحمد بهاء الدين
- أحمد بهاء الدين من أوائل رواد الصحافة المصرية، الذين كان لهم الفضل في ظهور مدرسة الكلمة النظيفة، ومن بينهم مصطفى أمين وإحسان عبد القدوس، وكذلك محمد حسنين هيكل.
- كان أحمد بهاء الدين من رافضي عشوائية الانفتاح بعهد السادات، حيث رد على الخطوات السياسية باتجاه سياسة الانفتاح، من خلال مقال أسماه السداح مداح، مما أحدث ضجة إعلامية وقتها، نظرا لانتماء أحمد بهاء الدين لمؤسسة الأهرام، والذي كان يترأسها في ذلك التوقيت، وهي جريدة حكومية تتبع الدولة في الأساس.
- أحمد بهاء الدين كان من كتاب المقالات اليومية بجريدة الأهرام، فكان راصدا للشارع المصري بإتقان بالغ، كما أنه كان معبرا عن نبض هذا الشارع بكل أمانة، مما جعل تلك اليوميات الكتابية ذو صدى واسع بين الجمهور المصري.
- كان أحمد بهاء الدين من أشد معجبي الرئيس جمال عبد الناصر، في حين كانت نظريته المهنية تقوم على أساس الوقوف على مسافة واحدة من النظام الحاكم.
- كان أحمد بهاء الدين يرى أن نكسة ٦٧ جاءت لتعمل بداخلنا حاجتنا الماسة بشأن ضرورة تطوير مؤسساتنا، وكذلك أيديولوجيتنا السياسية.
كم عمر أحمد بهاء الدين؟
- ولد أحمد بهاء الدين بالإسكندرية عام ١٩٢٧، ولكن جذوره تمتد لصعيد مصر، وعلى وجه الدقة محتفظة أسيوط.
- كان والده يعمل بوزارة الأوقاف، فكان دائما التنقل بصحبة أسرته، حتى ألتحق بكلية الحقوق.
- فبسبب صغر سنه، لم يكن أحمد بهاء الدين قد وصل للسن القانوني لكي يشتغل بوظيفة ما، فكاد وقت فراغه أن يقتله، فخطرت له خاطرة وقتها، وهي مراسلة الصحف من خلال كتاباته.
- في نفس هذا التوقيت، جاء قرارا حكوميا بتكليف أحمد بهاء الدين للعمل بإدارة الشئون القانونية التابعة لوزارة العدل.
- فلم يطيق أحمد بهاء الدين العمل داخل الأطر الحكومية، حيث الروتين والتقليدية الباهتة، فقدم استقالته من وزارة العدل، ليتفرغ لرحلته مع صاحبة الجلالة، ومن هنا بدأ بهاء الدين يرتدي ثوب الصحافة المصرية.
- بسبب تفوق أحمد بهاء الدين لغويا، وتميز كتاباته بالإبداعية والرزانة الاصطلاحية، استطاع أن يكون أصغر رئيس تحرير لمجلة صباح الخير التابعة لروز اليوسف، وهو في سن التاسعة والعشرين من عمره.
- تنقل بعد ذلك أحمد بهاء الدين بين عدة صحف، وسط بقاؤه على قمة الهرم كرئيس تحرير، مثل صحيفة الشعب ودار الهلال و روز اليوسف، وصولا لجريدة الأهرام الأكبر في مصر.
- توفي أحمد بهاء الدين عام ١٩٩٦ عن عمر ناهز ٦٩ سنة، بعد صراع مع المرض، حيث دخل في غيبوبة طويلة، على إثر واقعة احتلال العراق للكويت التي أثرت فبه بشدة، مما سببت له نزيف بالمخ.
أشهر المعارك الصحفية التي خاضها أحمد بهاء الدين
- دخل أحمد بهاء الدين معارك مصيرية كثيرة ضمن رحلته الصحفية، من بينها محاربته للتيار الماركسي الذي كان يعادي القومية العربية.
- دخل أحمد بهاء الدين معارك محتدمة أيضا ضد تجار الدين الذين اتهمهم بالإرهاب الفكري.
- لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغ أشده بنقده لعباس محمود العقاد، بسبب هجومه الشرس ضد المرأة.
- بجانب ذلك كله، كان أحمد بهاء الدين يرى ضرورة نقل الكثافة السكانية باتجاه الصحراء وحيوية تطوير القرى، لكي تصبح هناك منافسة خدمية مع المناطق الحضرية.
الأثر التاريخي والأدبي للكاتب أحمد بهاء الدين
- توجد جمعية باسم أصدقاء أحمد بهاء الدين، حيث تشرف عليها زوجته، تلك الجمعية التي لعبت دورا كبيرا في محو أمية الكثيرين، كما أنها تضم مكتبه بها الآلاف من الكتب وبوجه خاص ما يختص بالقضية الفلسطينية.
- كما يوجد قصر ثقافة أحمد بهاء الدين بمحافظة أسيوط، حيث يعقد هناك الندوات الأدبية والشعرية، فهذا المكان بمثابة ملتقي فكري للمثقفين المصريين بوجه عام.
- كتب أحمد بهاء الدين ما يقارب ٣٧ كتابا، من بينها كتاب محاوراتي مع السادات، وكتاب إسرائيليات، وكتاب أيام لها تاريخ، وغيرها من الكتب القيمة.
أحمد بهاء الدين يعد من الرموز الصحفية التي كانت تحركها المبادئ والفطرة الصحفية السليمة فقط، فلم يكن مهادنا يوما ما ولا منافقا لسلطان، رحم الله كاتبنا أحمد بهاء الدين صاحب القلم النظيف.