أرسل الله لنا كتابه العظيم القرآن الكريم وذكر فيه العديد من القصص التي تعلمنا وترشدنا في حياتنا، ومن أهم وأعظم تلك القصص التي ذكرت في القرآن الكريم هي قصة عبدة الكواكب، وفي هذا المقال سوف نتعرف معًا على القوم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب وما سبب أهمية قصتهم في القرآن الكريم.
من هم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب
الصابئون هو المسمى الذي أطلقه الله على عبدة الكواكب، في السطور القادمة سوف نتعرف على قصة الصابئون والتي تشغل بال الكثير من الناس.
لاحظ الكثير من الناس أن الله ذكر لفظ صابئون في كتابه العزيز أكثر من مرة فبدأوا يتساءلون من هم الصابئون.
حيث قال الله تعالى: “إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون”.
استدل بعض المفسرين إن لفظ الصابئون يدل على قوم مؤمنين بالله الواحد الأحد، كما أكد الله تعالى على هذا الاستدلال من خلال هذه الآية.
حيث قال تعالى: “إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد”.
في هذه الآية يوضح الله لنا أنه لا يوجد هناك فرق بين عباده إلا بعملهم وتقواهم، كما ذكر القرآن الكريم 6 أمم وذكر مسيرهم.
والست أمم هم المشركين والمجوس حيث إنهم قوم مشركين كفروا بالله وآياته فقد أعد الله لهم عذاب شديد في الآخرة نظير شركهم ومخالفتهم لتعاليم الله وشريعة دينه.
وهناك المسلمون والنصارى والصابئة واليهود وهم أمم سيحدد الله مصيرهم من خلال درجة إيمانهم أو كفرهم أو أعمالهم الصالحة أو أعمالهم الخاطئة.
الصابئة هي الأمة الوحيدة التي ذكر القرآن الكريم عقيدتهم أكثر من مرة، بينما المسلمون والنصارى واليهود فلم يذكر عنهم معلومات في القرآن بقدر المعلومات التي ذكرت عن الصابئة.
معنى الصابئون
لم يتوصل معظم المفسرين إلى تحديد معنى لفظ الصابئون ولم يتم معرفة هل الصابئون هم من خرجوا عن ملتهم ولم يتبعوا أي ديانة أو عقيدة خاصة بهم.
وذلك ما توصل إليه معظم علماء الدين أن الصابئون هم قوم خرجوا عن ملتهم ولم يتبعوا حتى ديانة خاصة بهم، حيث ذهب العلماء إلى ذلك بناء على المعنى اللغوي للفظ الصابئة.
ويرجع ذلك إلى أنه عندما يخرج الفرد عن دينه ويظل بغير ملة أو دين يطلق عليه لفظ “صبأ”، كما يطلق على ظهور النجوم في السماء بالمعنى اللغوي “صبأ النجوم”.
ويأتي تفسير العالم الجليل الطبري أن القوم الصابئون هم أمة لا دين لها ولا يوجد لديهم عقيدة دينية يتبعوها وهم ليسوا من اليهود ولا من النصارى.
ويذهب تفسير عبد الرحمن بن زيد إلى أن قوم الصابئون هم قوم قليلون من أطياف الناس الذين سكنوا جزيرة الموصل حيث كانوا هؤلاء السكان يوحدون الله جل وعلا بغير أن يؤمنوا بالأنبياء والرسل والقرآن الكريم.
ويعد إيمان قوم الصابئة بالله عز وجل هو الفرق الوحيد بينهم وبين الكفار والمشركين فإذا تم محو إيمانهم بالله تعالى فسيصبحون قوم مشركين.
حيث ذهب قتادة إلى أن قوم الصابئة يعتنقون الزبور لكنهم أثناء أدائهم للصلاة فيتجهون نحو القبلة ويبدون ملائكة الله عز وجل.
بينما يذهب السدي إلى أن قوم الصابئة هم أمة من أهل الكتاب، كما يذهب البعض إلى أن الصابئون هم قوم من الناس الذين اتبعوا الشرائع السماوية التي نزلت قبل المجوسية وقبل الدين الحنفي أيضًا.
حيث اعتنق الصابئة جمع من الناس الذين ينتمون إلى قوم الروم والفرس والنبطيون والهنود.
ويوضح محمد الفيومي أن الصابئون هم ديانة جاءت من خارج شبه الجزيرة العربية لعدة ظروف منها السياسية ومنها الدينية والتي سمحت للفرس بالدخول إلى مكة المكرمة.
في نهاية المقال أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض هذا الموضوع عن من هم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب، لقد عرفنا في هذا المقال أن قوم الصابئون الذين خرجوا عن الملة ولا يعتنقون أي ديانات أخرى، كما أتمنى أن ينال مقالي إعجاب الجميع وأن يكون يستحق القراءة والمتابعة.