من ضمن الأسئلة الشائعة من قبل الشباب والشابات في مرحلة المراهقة هو ما عقوبة الانتحار في الإسلام؟ لا سيما أنهم يمرون بحالات نفسية قد تقودهم إلى هذا التصرف، لذا وجب علينا أن نوضح لهم تلك العقوبة التي ينصها دين الإسلام.
وهذا ما سنوضحه لكم بذكر عدة دلائل وأحاديث نبوية، ولتتوضح الصورة كاملة تابعوا مقالنا.
عقوبة الانتحار في الإسلام
نص ديننا الإسلامي الحنيف وأوصانا بأن نعتني بأنفسنا ولا نلقي بأيدينا إلى التهلكة.
لذا اعتبر الانتحار من الكبائر والمعاصي التي تغضب الله تعالى، واعتبرها ذنبا عظيما يجعل الإنسان يتلقى العذاب والألم.
وذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يكون له عقاب يماثل طريقة قتله لنفسه.
ونقل الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: “مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً”
بالإضافة إلى ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بترك الصلاة على الشخص المنتحر.
وكان هذا بمثابة عقوبة له على ما أقدم عليه، وتنبيها من أن يفعل هذا غيره من المسلمين.
رأي دار الإفتاء المصرية في حكم الانتحار في الإسلام
تناولت دار الإفتاء المصرية عقوبة الشخص المنتحر في دين الإسلام والسريعة الإسلامية.
حيث ذكرت أنه يعتبر جريمة في حق النفس، لكن لا يعتبر كافرا أيضا.
وعلينا أن لا نبحث ونفتش عن مبررات تجيش مشاعر التعاطف مع موضوع الانتحار، لأنه ذنب ليس بقليل، بل هو جرم كبير.
وأشادت دار الإفتاء أن الانتحار يعتبر مرضًا نفسيًا ينهش بالإنسان وعلينا أن نتعامل معه على ذلك الأساس.
أضافت أيضا أنه يصنف من الأمور المحرمة، وهذا تم إثباته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، واتفق عليه جميع الأئمة والعلماء.
وذكر لنا الله تعالى في سورة النساء تحديدا في الآية رقم 29: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”
وبما أننا نقتدي برسولنا الكريم، نذكر لكم حديثه الذي قال فيه: “وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” وهو حديث متفق عليه.
كما أكدت أنه على الرغم من كون الانتحار أمرا عظيما لكنه لا يجعل الشخص يخرج عن ملة دين الإسلام.
واتبعوا في جنازته أن يغسل ويكفن ويتم دفنه في مقابر المسلمين كما المعتاد.
وصية الإسلام بحفظ النفس من الانتحار
أوصانا ديننا الإسلامي بأن نحفظ أنفسنا وكرامتنا من الشرور والأذى، وحرم أيضا الاعتداء على أي نفس بشرية.
ونجد أيضا أنه نهانا عن أي شيء قد يسبب لنا الأذى حتى لو كان بسيطا، فنحن ذو مكانة عالية عند الله تعالى فلم نقلل من تلك المكانة ونستهين بأرواحنا؟
وأبرز ما قدمه لنا هو تحريم القتل، وشرع عقوبة قوية لكي يحد من تفشي الجرائم والقتل في المجتمعات.
وجعل الله تعالى حفظ النفس الواحدة أو المحاولة لإحيائها من جديد تماثل إحياء الناس أجمع.
وذكر الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾
وهذا أعزائي كان موضوعنا المميز لليوم الذي وضح لنا عقوبة الانتحار في الإسلام، لا سيما أنه شاع في الآونة الأخيرة وانتشر بين الشباب والبنات، لذا أعزائي حافظوا على أرواحكم وأنفسكم ولا تلقون بأيديكم إلى التهلكة.
وصلت وإياكم إلى آخر فقرة من مقالنا، وأرجو أن أكون قدمته لكم بطريقة واضحة وسلسة.