مما لا شك فيه أن الناس يقدمون النفع لغيرهم من خلال الإحسان إليهم، ومساعدتهم في إبعاد الشر عنهم سواء في دينهم أو دنياهم، ولكن من أهم الأمور والتي تترك أثر كبير عند الناس، مساعدتهم في دينهم فهو أكبر نفعًا وأعظم أجرًا وهذا ما سوف نوضحه في هذا المقال تابعونا.
خير الناس أنفعهم للناس
خير الناس أنفعهم للناس حديث قد رواه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وتعدد هذا الحديث بأشكال كثيرة منها:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال “الْمُؤْمِن يَأْلَفُ ويُؤْلْف وَلَا خَيِر فِيمَنْ لَا يَأْلَف ولَا يُؤْلَف وخَيْر النَّاس أنْفَعَهُم للنَاس”.
وفي رواية أخرى عن عمر رضي الله عنه قال أن رَجُلًا جَاءَ إلي النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال “يَا رَسُول الله، أي النَّاس أَحَبُّ إلى الله؟ فقال أَحَبُّ النَّاسِ إلى الله أنْفَعَهُم للنَاس، وأَحَبُّ الأعْمَالِ إلى الله، سُرُور تُدْخِلَه على مُسْلِم، تَكْشِف عَنْه كَرْبُه، أوْ تَقْضِي عَنْه دَيْنًا، أو تَطْرُد عَنْه جُوعًا، ولإن أمْشي مَعَ أَخْ فِي حَاجَة، أَحَبُّ إلي مِنْ أَنْ أَعْتَكِفْ فِي هَذَا الْمَسْجِد، يَعْنِي مَسْجِد الْمَدِينَة شَهْرًا، وَمَنْ گفَ غَضَبَه سَتَر الله عَوْرَتَه، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَه أَوْ لَوْ شَاءَ أَنْ يَمْضِيه أمْضَاه مَلَأ الله قَلْبَه رَجَاء يَوْم الْقِيَامة” وسوف نوضح معاني وفوائد الحديث في الآتي.
معنى الحديث الشريف
إن الناس يقدمون النفع لغيرهم من خلال الإحسان إليهم، ومساعدتهم لبعضهم في دينهم ودنياهم، وإبعاد الضرر عنهم، ومن أعظم الأجور عند الله سبحانه وتعالى مساعدة الناس في دينهم وهذا أيضًا له أثر كبير ودائم عند الله، وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من الناس قد نسوا هذه الأعمال وانشغلوا بعبادات أخرى مثل الصلاة، وقراءة القرآن، ويتساهلون في مساعدة غيرهم ويعتقدون أنها لا تعود عليهم بأي نفع.
ولذلك حث الحديث الشريف على المحبة بين الناس، وتقوية الألفة بينهم، كما حث على تكوين مجتمع ذات أخلاق حميدة.
فوائد الحديث الشريف
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف أن من يقدم الأعمال للناس ويساعدهم في قضاء حاجتهم هو أخير الناس عند الله سبحانه وتعالى، وأن من يدخل السرور على الناس ولا يقتصر على إدخال السرور لنفسه فقط فهو أيضًا أحب الناس إلى الله سبحانه وتعالى.
كما دعا الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف لاستغلال الوقت والمبادرة في عمل الخير، وأوضح الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من لا يستطيع أن يقدم الخير أو يفعله للناس فعليه أن يتجنب الشر أو يمنع الضرر عنهم.
كما أوضح الحديث الشريف أن من يقدم النفع أو الخير للناس فإن منزلته عند الله سبحانه وتعالى عظيمة، وذلك لأن من يحبه الله سبحانه وتعالى أحبه أهل السماء والأرض، وإن حب الله سبحانه وتعالى لعبده شيئ قدير وعظيم يسعى إليه جميع المسلمين.
وعلاوة على ذلك فقد أوضح الحديث الشريف أن السعي في قضاء حوائج المسلمين في دينهم ودنياهم له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، والجدير بالذكر أن المسلم الذي يسعى في مساعدة الناس على معرفة دينهم، وكيفية الالتزام به فله أجر عظيم عند الله عز وجل.
ومن جهة أخرى فإن أبواب الخير كثيرة وعديدة فعلى الإنسان أن يعمل على فعل الخير ومساعدة الآخرين لكى يحصد محبة الله عز وجل له ويصل لمنزلة عالية في الجنة.
طرق نفع الناس
ليس من الشرط تقديم النفع أو الخير للناس أن يكون ماديًا، ولكن يمكن أن يكون هذا الخير معنوي مثل تقديم مشورة، أو تقديم العلم لهم، أو إعطاء نصيحة فكل هذه الأشياء تعد نفع أو خير للناس، كما يوجد أيضًا نفع من نوع آخر وهو الآتي:
قضاء حوائج الناس عن طريق تسديد ديونهم، أو مساعدتهم ماديًا، بإعطائهم المال وإطعام الفقراء والمساكين، وزيارة المريض والمساهمة في شراء الأدوية اللازمة له، ولذلك فإن قضاء حوائج الناس ترفع من منزلة الإنسان عند ربه.
وفي الختام نكون قد أوضحنا لكم معنى الحديث الشريف وفوائده وطرق النفع للناس ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم.