الدين الإسلامي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتحدث عنها، وها نحن أمام دعوة للأخلاق الحميدة والخلق الحسن على رأسهم خلق الحياء الذي يمنع الفرد من فعل الفواحش كما يبعده عن المنكرات وكل ما نهانا عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي كان شديد الحياء، في هذا المقال سوف نسرد بعض الأحاديث عن صفة الحياء فهيا بنا.
أحاديث عن الحياء
كما ذكرنا مسبقًا أن الحياء هو صفة حميدة وخلق عظيم من الأخلاق العظيمة التي علمنا إياها الدين الإسلامي.
ومن الجدير بالذكر أن الحياء يحول بين صاحبه وبين جميع ما حرم الله، كما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حثنا على الالتزام بخلق الحياء في عدة أحاديث نبوية هامة.
في السطور القادمة سوف نعرض أهم الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن خلق الحياء:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحَياءُ لا يَأْتي إلَّا بخَيْرٍ”.
كما قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “الْحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ”.
كما ذكر عن معاوية بن حيدة القشيري -رضي الله عنه- قال: “يا رسولَ اللهِ عوراتُنَا ما نأتِي منها وما نذرُ قال احفظْ عورتكَ إلا من زوجتكَ أو مما ملكتْ يمينكَ، فقال الرجلُ: يكون مع الرجلِ، إن استطعتَ أن لا يَراها أحدٌ فافْعَل، قلتُ والرجلُ يكون خاليًا قال فاللهُ أحقّ أن يُسْتَحيا منهُ).
وقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلم المسلمين الأخلاق الحميدة وذكر فضائلها على الفرد والمجتمع فنجده ذكر ذلك في عدة أحاديث شريفة، مثل هذا الحديث:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “ما كانَ الفُحشُ في شيءٍ إلَّا شانَهُ، وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ”.
هذا بالإضافة إلى أن جميع الأنبياء جاؤوا برسائلهم يحثون على خلق الحياء ويأمرون به، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ ممَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِن كَلامِ النُّبُوَّةِ، إذا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ”.
أحاديث عن الحياء وعلاقته بالإيمان
هناك أحاديث تدل على أهمية وجود خلق الحياء في نفوس المسلمين مما يزيد إيمانهم ويحميهم من الوقوع في المعاصي، وإليكم بعض من هذه الأحاديث والنصوص الدينية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحياء شعبة من شعب الإيمان”.
كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : “الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الجنةِ، والبَذاءُ من الجفاءِ، والجفاءُ في النارِ”
أقوال الصحابة عن الحياء
ذكر الكثير من الصحابة والسلف الصالح عن خلق الحياء وأكدوا على أهميته، فهيا بنا نستعرض معًا بعضًا من تلك الأقوال عن الحياء.
قال الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: “مَن قلَّ حياؤه قلَّ ورعه، ومَن قلَّ ورعه مات قلبه”.
كما قال ابن القيم – رحمة الله عليه: “حياة القلب يكون فيه قوَّة خُلُق الحَيَاء، وقلَّة الحَيَاء مِن موت القلب والرُّوح، فكلَّما كان القلب أحيي كان الحَيَاء أتم”.
وأيضًا ذكر الفضيل بن عياض – رضي الله عنه عن الحياء فقال: “خمسٌ مِن علامات الشَّقاوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلَّة الحَيَاء، والرَّغبة في الدُّنْيا، وطول الأمل”.
وكذلك قال ابن عطاء – رحمه الله: “العلم الأكبر: الهيبة والحَيَاء؛ فإذا ذهبت الهيبة والحَيَاء، لم يبق فيه خير”.
وكذلك قال أبو عبيدة الناجي: “الحَيَاء والتَّكرُّم خصلتان مِن خصال الخير، لم يكونا في عبد إلَّا رفعه الله عزَّ وجلَّ بهما”.
ويجدر بالذكر أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان من أشد الناس تخلقًا بالحياء، حيث قال عنه الصحابي الجليل أبي سعيد الخضري رضي الله عنه : “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه”.
هذا بالإضافة إلى قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والتعطر والنكاح”.
في ختام هذا المقال أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض هذا المقال عن الأحاديث النبوية الشريفة التي تذكر صفة الحياء وأهمية التحلي بها، كما أننا ذكرنا أن خلق الحياء هو خلق الإسلام، كما أتمنى أن ينال مقالي إعجاب الجميع وأن يكون يستحق القراءة والمتابعة.