اتقوا دعوة المظلوم وقد أكد عليها سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”، بأن دعوة المظلوم مستجابة عند الله عز وجل ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على مزيد من التفاصيل.
اتقوا دعوة المظلوم
هناك حديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي “صلى الله عليه وسلم” أرسل معاذاً إلى اليمن وقال له : (اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) رواه البخاري ومسلم، وهذا يوضح أن سيدنا كان دائما ما يحذر من دعوة المظلوم ومدى أهميتها لأن ظلم العباد أمر صعب جدًا فعندما أرسل النبي”صلى الله عليه وسلم”، معاذًا إلى أهل اليمن من اجل دعوتهم للدخول في الإسلام فقد أرشده رسول الله “صلى الله عليه وسلم” إلى مجموعة من القواعد المهمة جدًا للتمكن من دعوة الناس إلى دين الإسلام، ومنها الآتي:
- وضع أسس العدل بين أفراد المجتمع بمختلف فائتهم.
- التحذير الشديد من دعوة المظلوم، لأن دعوته لا ترد كما قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” (..ليس بينها وبين الله حجاب) ، وهذا يعني أن دعوة المظلوم لا تصد ولا ترد ولا ينعها مانع.
دعوة المظلوم وتحقيق مبدأ العدل
إن هذا الحديث يناقش قضية مهمة جدًا وهي الحرص على تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، وكان هذا له أثر كبير وعظيم في مسيرة الدعوة الإسلامية، كما أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” حذر تحذير شديد من الظلم، فيقول النبي”صلى الله عليه وسلم” (اتق دعوة المظلوم) وهذا يعني أن علينا الحذر من دعوة المظلوم ووضع حاجز بيننا وبينها من خلال العدل، وترك الظلم، وقد جاء بيان تعظيم لشأنها عند الله وذلك بقوله (فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)، ويقصد بذلك أن ليس لها ما يبعدها أو يصرفها إذا تواجد في المظلوم مانع من موانع الإجابة ومنها أن يكون طعامه حرام، أو غير ذلك، ولا يشترط أن يكون المظلوم مؤمن، فدعوة الكافر المظلوم تصعد إلى الله أيضًا، لأن كفره على نفسه أو ذاته كما جاء في رواية الإمام أنس ابن مالك “رضي الله عنهما”، فقال(دعوة المظلوم وإن كان كافرا ليس دونها حجاب) رواه أحمد في مسنده.
السر في استجابة دعوة المظلوم
السر في استجابة الله عز وجل لدعوة المظلوم نذكر منها الآتي:
- الله تعالى تكفل ووعد المظلوم بنصره وتأييده ولذلك فإن إجابة دعاءه تعد من صور نصر المظلوم.
- قلب المظلوم يكون مليء بالذل، والانكسار، وهذا يعد سبب مهم جدًا لإجابة العبد المظلوم، فالله سبحانه وتعالى يكون مع المنكسرة قلوبهم بسبب تعرضهم للظلم.
- الشخص الذي يتعرض للظلم يكون مكروب ولهذا يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويدعوه بالكثير من الأدعية لتفريج الهموم والكروب التي يعاني منها، ودعوة المظلوم على ظالمه مشروعة ولكنها يجب أن تكون بقدر ما تعرض له من ظلم على يد الظالم، ويفضل أن لا يزيد عن ذلك.
هل يجوز الدعاء على الشخص الظالم؟
الدعاء على الشخص الظالم أجازه الإسلام وذلك لمن تعرض لظلم عظيم وبين فيمكنه الدعاء على ظالمه وقد أوضح ذلك في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ* وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)، وقوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّـهُ)، وقد استدل الإمام مالك ومجموعة من العلماء على جواز الدعاء على الظالم وذكر الله تعالى ذلك بقوله: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَـئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ).
جدير بالذكر أن الدعاء على الظالم يجوز وهو أفضل أيضًا لأن ذلك يتيح للمظلوم أخذ حقه كاملاً، وأجره أيضًا يوم القيامة.
فأما المسلم فإنه لا يظلم لأنه يعلم عقوبة الظالم وأنه لا يستطيع أن يهرب من عقوبة ظلمه، كما أن الله عز وجل يستجيب لدعوة الظالم، فقد ينام الظالم قرير العين، ويبقى المظلوم يدعو عليه ويسمعه الله عز وجل ويرى كيف يعاني المظلوم.
وبعد الانتهاء من هذا التقرير نكون قد وضحنا بعض المعلومات البسيطة عن دعوة المظلوم ومدى أهميتها فهي مستجابة.