إن صلة الرحم من أهم الأمور التي دعا إليها الإسلام وحث عليها وأمرنا بالالتزام بها، ولذلك فإن من يصل رحمه يصل إلى مكانة عالية وتزداد حسناته ويرفع شأنه عند الله، أما من يقطع رحمه فهو آثم لا يدخل الجنة، تالعونا في هذا المثال لنتعرف أكثر على صلة الرحم وعلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن صلة الرحم.
مفهوم صلة الرحم
إن الرحم هو جزء من الجهاز التناسلي للمرأة الذي يوجد داخله الجنين لمدة تسعة أشهر، ومصطلح صلة الرحم أطلق عليه ذلك ليعبر عن القرابة، ومن الجدير بالذكر أن هذا المصطلح يطلق على القرابة من جهة الأب وأيضًا القرابة من جهة الأم.
وتكون صلة الرحم من خلال السؤال على الأقارب ومساعدتهم وقت الحاجة، وكذلك زيارتهم والإحسان إليهم سواءً بالقول أو بالفعل.
وكما ذكرنا أن صلة الرحم ترفع من مكانة الإنسان وتعلي من شأنه عند الله عز وجل، ولذلك فقد أمرنا الله تعالى بصلة الرحم والإحسان إلى الأقارب، وبالمثل فقد حثنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث الشريفة على صلة الرحم، وفيما يلي سوف نذكر بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدث فيها النبي عن صلة الرحم.
أحاديث صلة الرحم
كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم الحديث عن صلة الرحم وعن أهميتها وفيما يلي سوف نذكر بعض هذه الأحاديث:
وعلى سبيل المثال عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- (أنّ رجلًا قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْني بعملٍ يُدْخِلُني الجنةَ، قال: ما له؟ ما له؟ وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَرَبٌ ما له، تَعْبُدُ اللهَ ولا تُشْرِكْ به شيئًا، وتُقِيمُ الصلاةَ، وتُؤْتِي الزكاةَ، وتَصِلُ الرَّحَمَ)
وفي هذا الحديث جعل النبي صلة الرحم من الأشياء التي تدخل الإنسان الجنة مثل الصلاة والزكاة.
وعلاوة على ذلك فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: (إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق، اللهم صِل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول تبارك وتعالى : أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثه).
وعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: (أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن لا تأخذَني في اللهِ لومةُ لائمٍ وأوصاني بصلةِ الرحمِ وإن أدبرَت).
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ).
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبسَطَ له رزقُه، وأن يُنسَأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه).
عن عبد لله بن سلام -رضي الله عنه- قال: (لمَّا قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ انجفلَ النَّاسُ قبلَهُ قالوا: قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم. فجئتُ لأنظرَ فلمَّا رأيتُهُ عرفتُ أنَّ وجْهَهُ ليسَ بوجْهِ كذَّابٍ. فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سمعتُهُ منْهُ أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أطعِموا الطَّعامَ، وأفشوا السَّلامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجَّنَّةَ بسَلامٍ).
كل هذه الأحاديث تعبر عن القيمة العظيمة لصلة الرحم وما يعود على الإنسان عندما يصل رحمه من الفوز برضا الله ورسوله ودخول الجنة.
فضل صلة الرحم
مما لا شك فيه أن صلة الرحم فرض من الفروض التي فرضها الله على المسلم، ولذلك فيجب على كل مسلم أن يصل رحمه ويحسن إلى أقاربه.
وتنطبق صلة الرحم على كل المحارم مثل الأب والأم والأخوة، وكذلك العم والعمة والخال والخالة وأبناء الإخوة.
وعلى الرغم من ذلك ففي حالة أن يكون شخص مجاهر بالمعاصي ويفعل ما يخالف دين الله ورسوله، ففي هذه الحالة يجب مقاطعته.
وهكذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا الذي ذكرنا فيه أحاديث صلة الرحم، كما ذكرنا مفهوم صلة الرحم وفضلها، نتمنى أن يعجبكم المقال كما نتمنى أن يصل كل مسلم رحمه.