ما هي حياة البرزخ؟ يتساءل الكثير من الأشخاص عن معنى حياة البرزخ، وعن هذا العالم الخفي، على الرغم من الأحاديث التي وردت عن الحياة بعد الموت إلا أن تفاصيل تلك الحياة غير متوفرة فتظل التفاصيل مجهولة إلا لمن انتقل إليه، لذا المعلومات المتاحة عن حياة البرزخ هي التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية والقرآن الكريم، عن حياة البرزخ سيكون موضوع هذا المقال.
ما هي حياة البرزخ؟
تعرف حياة البرزخ بأنها تلك الحياة الأبدية التي يعيش فيها الإنسان بعد الموت أما معذب أو منعم حتى قيام الساعة.
تبدأ تلك الحياة من لحظة الوفاة بمعنى أدق لحظة انقباض الروح، يتمكن الميت بعد انكشاف الغطاء عن عينيه مشاهدة العالم الآخر وحتى يوم القيامة، بعد الوفاة يضم القبر بين جنباته الميت ويظل بداخلة حتى يوم الحشر، لذا بعد الدفن يأتيه ملكان لسؤاله ثلاثة أسئلة.
وهي من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ إن تمكن الميت من إجابة تلك الأسئلة اتسع له قبره وأضحى روضة من رياض الجنة ويرى منزلته في الجنة، بينما إن ثقل لسانه ولم يتمكن من الإجابة ضاق عليه قبره وتحول إلى بقعة من بقع النار ويرى مكانه في النار.
أقسام الدور
تنقسم الدور إلى ثلاثة أنواع وهي:
- الدار الدنيا: خلقها رب العالمين والأحكام فيها سارية على الأجسام وتتبعها الأرواح.
- دار البرزخ: الأحكام في دار البرزخ سارية على الأرواح والأجسام تابعة لها.
- دار القرار: تسري الأحكام في الآخرة على الأجسام والأرواح سويا.
الأدلة على حياة البرزخ في القرآن والسنة النبوية الشريفة
مما لا شك فيه أن هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي ورد فيها ذكر حياة البرزخ نذكر منها:
قول الله تعالى في سورة التوبة: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم)، المقصود في هذه الآية إن الله يعذب المنافقون مرتين إحداهما في الدنيا بينما الأخرى داخل القبر.
قوله تعالى في سورة غافر: (النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)، تشير هذه الآية أنه يتم عرضهم على النار قبل قيام الساعة وفيه إثبات على وجود حياة البرزخ.
قال تعالى: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
روي عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: (إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفره من حفر النار).
روي عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال).
شعور الأموات في حياة البرزخ بالأحياء
أكد ابن القيم أن الأموات لا يسمعون ولكن يشعرون بأهل الدنيا ممن يزورهم أو عند إلقاء السلام عليهم، والدليل على ذلك خطاب نبينا صلوات الله وسلامه عليه إلى أهل بدر، لذا أبيح لنا في الإسلام زيارة القبور والدعاء للميت.
وأشار الفقهاء كذلك أن رؤيا الموتى في المنام حق لأنهم في دار الحق.
كيف يقع النعيم والعذاب في حياة البرزخ؟
اختلف العلماء في كيفية حدوث النعيم أو العذاب في القبر فمنهم من يرى أن العذاب والنعيم داخل القبر يقعان على الروح وليس على الجسد فالميت لا يستطيع الشعور جسديًا سواء بالنعيم أو بالعذاب ولكن إحساسه يكون داخلي فالروح هي التي تشعر مثل النائم حينما يشاهد حلمًا يسعده فهو يشعر بالسعادة وكذلك النائم الذي يرى كابوس فتقشعر روحه وتنزعج وكأنه يعذب في الواقع.
والبعض الآخر يؤكد أن العذاب والنعيم في حياة البرزخ واقع على الجسد كاملًا ولا شعور للروح به.
بينما اتجه بعد علماء أهل السنة أن المتوفي يُنعم ويُعذب بجسده وروحه على حد سواء فيكون النعيم والعذاب في حياة البرزخ واقع على كل من الجسد والروح.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال عن ما هي حياة البرزخ وتعرفنا على معناها وبدايتها، وكذلك الأدلة عليها من القرآن والسنة، وغيرها من معلومات نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه ونال استحسانكم.