ما حكم التقبيل من الفم لغير المتزوجين؟ إن القبلة هي الوسيلة التي يعبر بها الإنسان عن مشاعر الحب تجاه شخص آخر، ويتساءل الكثير من الناس عن حكم الشرع في تقبيل شخص آخر سواء كان من المحارم أو غير المحارم.
في هذا الإطار، سوف نتعرف معكم في هذا المقال على حكم التقبيل من الفم لغير المتزوجين، فتابعونا.
ما حكم التقبيل من الفم لغير المتزوجين؟
- إن الحب هو أسمى وأرقى مشاعر يمكن أن يشعر بها الإنسان، ويعبر الإنسان عن مشاعر الحب تجاه شخص آخر بطرق عديدة، مثل التدليل والتقبيل والعناق.
- وقد تكون هذه الوسائل للتعبير عن الحب مباحة إذا كانت في إطارها الشرعي والأخلاقي السليم.
- أما بالنسبة إلى التقبيل من الفم فإنه أمر أحله الله تعالى للمتزوجين فقط دون غيرهم.
- لأنه يعمل على إثارة الغرائز الشهوات، وهي أشياء مباحة بين الزوجين فقط.
- حيث قال تعالى في سورة المؤمنون: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).
- ولقد أكد العلماء أن التقبيل بين رجل وامرأة أجنبيين لا يجوز شرعًا، وأنه من المحرمات ويعد معصية كبيرة لله -عز وجل-.
- وذلك استنادا إلى أن الله تعالى قد أمر الرجال والنساء بغض البصر وعدم ملامسة بعضهم البعض، حتى وإن كان على سبيل المصافحة، فكيف يتسامح في تقبيل بعضهم البعض؟
- ويعد التقبيل هو الخطوة الأولى نحو الزنا بين الرجل والمرأة، وهو من أشد الكبائر عند الله -سبحانه وتعالى-.
- ولقد أوضح لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الزنا ليس فقط بالمعاشرة، ولكن الحواس يمكنها أيضًا أن تزني وتفتح الأبواب للشيطان حتى يقع الزنا بمفهومه المعروف.
- حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه).
- وأكد العلماء أن التقبيل بالفم لا يجوز بين الرجل والمرأة قبل عقد قرانهما، وإن حصل ذلك التجاوز بينهما قبل إتمام عقد الزواج، فعليهم أن يستغفروا الله على ذلك الإثم.
حكم تقبيل المحارم
بعد أن تعرفنا على حكم التقبيل بين الرجال والنساء الأجانب، هيا بنا الآن نتعرف على حكم تقبيل المحارم، ولقد أوضح العلماء الأمر على النحو الآتي:
- كما ذكرنا سابقًا فإن التقبيل وسيلة يمكن للإنسان أن يعبر بها عن مدى قربه وتعلقه وحبه لشخص ما.
- وإذا تعلق الأمر بالمحارم، فإن الشرع أباح تقبيل المحارم مع الالتزام بحدود وتعاليم الشرع والأخلاق.
- مثل تدليل الأب لابنته وتقبيله لها من خديها أو جبينها.
- أو تدليل الأخت لأخيها ومنحه قبلة على جبينه كنوع من أنواع الدعم أو المساندة.
- أو أن يقوم الابن بتقبيل يد والدته كنوع من أنواع البر والتقدير لها.
- فكل هذه الأشياء مباحة في الشريعة الإسلامية ويثاب عليها الإنسان لدورها في توطيد العلاقات الإنسانية ونشر الألفة والحب بين القلوب.
- وينطبق هذا الأمر على باقي المحارم مثل الجد أو الجدة أو العمة أو الخالة أو العم أو الخال.
كيف يمكن للإنسان أن يقي نفسه من الوقوع في المعاصي؟
- يجب على الإنسان أن يحرص على التقرب إلى الله تعالى بالعبادات والطاعات.
- يجب أن يلتزم الرجل والمرأة بالحدود التي رسمها الإسلام للتعامل بينهما، لتجنب الوقوع في الفتن والمعاصي.
- مثل عدم الاختلاط بين الرجال والنساء إلا للضرورة، وعدم وجود خلوة بينهما إلا في إطار الخلوة الشرعية.
- ينبغي على كل من الرجل والمرأة غض البصر وتجنب مواضع الفتن والشبهات.
- يجب الابتعاد عن التقليد الأعمى للثقافات الأوروبية والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
في نهاية هذا المقال والذي تعرفنا معكم من خلاله على حكم التقبيل من الفم لغير المتزوجين، نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه وأن نكون قد أجبنا عن الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع.