ما حكم توصيل الشعر؟ ظهرت في الآونة الأخيرة تقنيات حديثة في عالم الطب، بالتزامن مع التقدم التكنولوجي الذي وصل إليه العالم اليوم، فقد ظهرت تقنيات طبية حديثة وبالتحديد في القسم التجميلي، وذلك لمعالجة الكثير من مشاكل البشرة والشعر، خصوصًا مع المتقدمين في السن وغيرهم، فقد ظهر البوتوذس الذي يعمل على شد الوجه وإخفاء التجاعيد كما ظهرت تقنية الفيلر والتي تعمل على ملء الوجه وكذلك الشفايف، بالإضافة إلى تقنيات تحديد الفك للوجه، وكذلك تصغير الأنف بجراحة ومن دون جراحة، وكذلك توصيل وصلات للشعر.
ومن الجدير بالذكر أن توصيل وصلات للشعر هي بهدف الحل الأسرع لعلاج ضعف الشعر وبهدف كثافته والحصول على إطلالة مميزة، كما أن هذا النوع في عالم التجميل من الأنواع الأكثر انتشارًا، لذا هناك كثير من الفتيات والنساء يسرعن بالسؤال عن حكم توصيل الشعر في الشريعة الإسلامية، وهذا هو محتوى موضوعنا اليوم، والذي سنتحدث عنه فيما يلي.
ما حكم توصيل الشعر؟
- اتفق العلماء ومشايخ الدين الإسلامي على رأي واحد في موضوع توصيل الشعر، وهو أمر محرم بالنسبة لهم تمامًا.
- وذلك دلالة على بعض الأحاديث التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه ما يلي.
- قد روي سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه، وعن رسولنا الكريم أنه قال: ((لَعنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُستَوصِلَةَ، والواشِمةَ والمُستوشِمَةَ)).
- كما روي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت: ((جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي ابْنَةً عُرَيِّسًا أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا أَفَأَصِلُهُ، فَقالَ: لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ. وفي روايةٍ : فَتَمَرَّطَ شَعْرُهَا)).
- بالإضافة إلى أنه قد روي في صحيح البخاري التالي: ((قدِمَ معاويّةُ المدينةَ، آخرَ قدْمةٍ قدِمَها، فخطبنا، فأخرج كُبّةً من شعَرٍ، قال: ما كنتُ أرى أحداً يفعلُ هذا غيرَ اليهودِ، إنَّ النبيَّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ– سمّاهُ الزورَ؛ يعني الواصلةَ في الشّعرِ)).
حكم وصل الشعر بالشعر الآدمي
- اتفقت آراء جميع الفقهاء من الفئات التالية: وهم الظاهرية والحنابلة، الشافعية والحنفية، بالإضافة إلى المالكية، على تحريك توصيل شعر آدمي بشعر المرأة حتى وإن كان من محارمها.
- ويأتي ذلك بناء على الأحاديث النبوية التي أشارت إلى تحريم توصيل الشعر، أو الاستفادة من الشعر الآدمي حفظًا لكرامته.
حكم وصل الشعر غير الآدمي
وفي هذه الحالة فقد انقسمت الآراء وتعددت الأقاويل حول هذا الموضوع، فكانت الآراء كما يلي:
الرأي الأول
- الليث بن سعد وبعض فقهاء وعلماء الحنفية يرو أن وصل الشعر غير الآدمي للمرأة هو أمر جائز، وذلك لأن الشعر غير الآدمي يكون نجس ومن الصوف أو الوبر أو لغيرهم من أنواع أخرى ليس فيه تزوير.
الرأي الثاني
- يرى الرأي الثاني بأن وصل الشعر الآدمي أو غير الآدمي هو أمر غير جائز ومحرم شرعًا.
- وبعض فقهاء المالكية قد صرحوا بأن هناك أنواع من الحرير تشبه الشعر تمامًا، مما يوهم الأشخاص الآخرين، لذلك صرحو بعدم جوازه.
الرأي الثالث
- وعلى الصعيد الآخر فقد أجمع بعض العلماء على ذلك أنه إذا كان الشعر الذي سيتم وصله طاهر فهو جائز، أما إذا كان غير طائر فهو محرم.
- كما يعتمد أيضًا على أنه إذا كانت المرأة المستوصلة متزوجة، وزوجها يسمح لها بذلك فلا بأس ولا حرج عليها.
- أما إذا كانت متزوجة وزوجها رفض فإن فعلت فقد وقعت بإثم كبير.
الرأي الرابع
- يرى بعض الفقهاء من الحنابلة، أنه في حالة وصل شعر غير آدمي مثل شعر البهيمة أو المعزة، فهو أمر محرم.
- كما أضافوا أن إذا كان توصيل الشعر بهدف رفعه وشده، فإن ذلك يعتبر من الأمور الجائزة.
وإلى هنا فقد وصلنا لختام مقالنا اليوم، والذي تحدثنا فيه عن موضوع ما حكم توصيل الشعر؟ فهو يعتبر من الأمور المنتشرة والتي يجب التحدث فيها وتوعية النساء والفتيات.