ما حكم الطلقة الأولى عند الغضب؟ 

ما حكم الطلقة الأولى عند الغضب؟ لقد بات الطلاق أمرًا شائكًا في المجتمع وظاهرة متفاقمة وازداد بحدة في السنوات الأخيرة وخاصة بين الشباب وصغار السن، سنطرح في مقال اليوم قضية مهمة وشائكة وهي الطلاق عند غياب الشعور والغضب الشديد، هل يقع؟ وسنتعرف على الأدلة الشرعية التي وردت بهذا الشأن. 

ما حكم الطلقة الأولى عند الغضب؟ 

اتفق الفقهاء على أنه في حالة الغضب الشديد واختلال المشاعر واعتراف الزوجة بهذا الأمر أو وجود شهود عدول لا يقع الطلاق، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول اللهصلى الله عليه وسلمقال: (لا طلاق ولا عناق في إغلاق)، ويقصد بالإغلاق هنا الغضب الشديد، فـالإنسان الغاضب تنغلق عليه الأمور ويصبح كالسكران أو المعتوه والمجنون نتيجة الغضب الشديد ولذا فطلاقه لا يقع. 

حالات الإنسان الغاضب  

ومن الجدير بالذكر أن الإنسان الغاضب له ثلاث أحوال: 

  • الحالة الأولى: هي الحالة التي يختل فيها الشعور ويصبح كالمجنون واتفق جميع الفقهاء على أن طلاقه لا يصح. 
  • أما الحالة الثانية: هي تلك الحالة التي يزداد غضب الشخص فيها ولكن ما زال لديه بعض التعقل والإحساس وعدم فقد الشعور كليًا ويبدو أنه ازداد به الغضب حتى ألقى يمين الطلاق وفي تلك الحالة أيضًا لا يقع طلاقه. 
  • أما الحالة الثالثة: هي الحالة التي يكون الزوج فيها غاضبًا غضبًا طبيعيًا وليس حادًا وشديدًا كغضب الناس جميعًا وفي هذه الحالة يقع الطلاق عند جميع الفقهاء. 

كيف يكفر الرجل عن يمين الطلاق عند الغضب؟ 

  • اتفق أغلب الفقهاء أنه في حالة وقوع الطلاق الشرعي لا يوجد كفارة. 
  • أما في حالة طلاق الرجل لزوجته عند الغضب وهو مدرك لما يقول فطلاقه واقع وليس عليه كفارة. 
  • أما الكفارة تجب عند الحلف بيمين طلاق وكفارته كفارة اليمين المعلومة وهي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا. 

الشيخ وسيم يشرح عن حكم الطلاق في حالة الغضب | 3a2ilati

ما حكم طلاق الرجل لزوجته ثلاثًا عند الغضب الشديد؟ 

من المتعارف عليه لدى عموم العلماء ومجالس الإفتاء أن تكرار لفظ الطلاق في وقت واحد يعتبر طلقة واحدة، والدليل على ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (كان الطلاق في عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم–  وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة، فقال عمر: إن الناس قد استعجلوا في أمر كان لهم فيه أناه، فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم). 

ولذا فإن تكرار لفظ الطلاق في حالة الغضب الشديد الذي يذهب عقل صاحبه لا يصح هذا الطلاق حتى ولو تكرر حيث إنه لا يقع من الأساس، بينما إذا كان هذا الغضب الشديد لم يذهب بعقل صاحبة ومدرك لما يقول فذهب بعض الفقهاء إلى عدم وقوعه وذهب البعض الآخر إلى وقوع طلقة واحدة فقط لا غير. 

ما هي الحالات التي لا يقع فيها الطلاق؟ 

هناك بعض الحالات التي حتى ولو قام الرجل بتطليق زوجته  فالطلاق لا يصح ويكون باطلًا وهي: 

  • تناول الزوج للمواد المخدرة أو الخمر مما يذهب العقل فلا يقع طلاقه بسبب غياب عقله. 
  • الغضب الشديد والمسبب اختلال التصرفات والأقوال والأفعال لا يقع منه طلاق أيضًا. 
  • إذا تم تهديد الزوج أو إجباره على تطليق زوجته على خلاف نيته فطلاقه لها باطل. 
  • إذا كان الزوج مريضًا نفسيًا أو مجنونًا. 
  • إذا أصاب الزوج مس أو سحر وفقد قدرته على الإدراك ففي حالة طلاق لزوجته لا يقع الطلاق ولكن إذا كان مسحورًا وكان مدركًا لما يفعل ويقول وطلق زوجته فيكون طلاقه صحيحًا. 

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال عن ما حكم الطلقة الأولى عند الغضب؟ تعرفنا على حالات الغضب ومتى يقع الطلاق ومتى لا يقع وتعرفنا أيضًا على حكم طلاق الرجل لزوجته ثلاثًا عند الغضب الشديد، نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه ونال إعجابكم. 

Scroll to Top