ما حكم الحلف بغير الله؟ يعد الحلف بغير الله تشبيه لغير الله بالله، والحلف بشيء غير الله سبحانه وتعالى فيه تبجيل لهذا الشيء، والتبجيل والعظمة لا تجب لأحد إلا الله سبحانه وتعالى، والأمثلة على ذلك كثيرة فنجد من يحلف بالأمانة أو الشرف أو محبة شخص ما وغيرها، سنتعرف في هذا المقال على مدى جواز وصحة الحلف بغير الله بالتفصيل.
ما حكم الحلف بغير الله؟
اتفق العلماء على كراهة الحلف بغير الله، ولقد أخبرنا رسول الله صلى عليه الصلاة والسلام أن (من حلف بغيرِ اللهِ فقد كفر وأَشرك)، وجاء عنه أيضًا صلى الله عليه وسلم: (أن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم؛ فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)، نجد في الأحاديث النبوية السابقة دلالة واضحة على كراهة الحلف بغير الله وعدم جواز ذلك، الحلف بغير الله يعد شرك أصغر وكبيرة من الكبائر.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ ابن عثيمين قال: (الحلف بغير الله شرك أكبر إذا أعتقد أن المحلوف به مساوٍ لله في العظمة والتعظيم وإلا فهو شرك أصغر).
الأحاديث النبوية التي نهت عن الحلف بغير الله
مما لا جدال فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلف بغير الله في أكثر من موضع سنذكر فيما يلي بعض الأحاديث التي تناولت النهي عن الحلف بغير الله:
- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تحلفون بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفون إلا بالله، ولا تحلفون بالله إلا وأنتم صادقون).
- كما روي عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه– أنه سمع رجلا يحلف يقول: لا والكعبة، فقال له ابن عمر: (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حلف بغير الله فقد أشرك).
- كمان روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس منا من حلف بالأمانة)، ويقصد هنا بالأمانة فريضة من الفرائض كالصوم والصلاة أو الأمانة نفسها.
- ورد عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه– أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه سمع رجلًا يحلف بأبيه فقال: (لا تحلفون بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله).
حكم الحلف على المصحف
يعتبر الحلف على المصحف يمين بالله تعالى فمن وضع يده على المصحف وقال وحق هذا الكتاب فهو يمين صحيح منعقد، ويعد حلفان شرعي لأنه قام على الحلف بكلام رب العالمين ويعد صفة من صفاته فلا يقع في الشرك لأنه لم يحلف بغير الله.
وإذا لم ينفذ هذا الشخص اليمين الذي حلف عليه على المصحف يجب قيامه بكفارة يمين بحسب نيته وهي التي وردت في الآية الكريمة: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفار أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم).
كما ورد في السنة النبوية الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف على يمين ورأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير ثم ليكفر عن يمينه).
حكم من يحلف بغير الله
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)، وللتخلص من هذا يجب القيام بعدة أمور وهي:
- الإقلاع والتوقف عن الحلف بغير الله.
- الندم عن الحلف بغير الله.
- النية والعزم على عدم تكرار هذا الذنب مرة أخرى.
- التوبة من هذا الذنب.
- الاستغفار والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة من صيام وصلاة وقيام وصدقة ليغفر له ما تقدم من ذنبه.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال عن ما حكم الحلف بغير الله؟ وتعرفنا على مدى كراهية هذا الفعل وكيفية البراءة إلى الله بعدم تكرار هذا الذنب مرة ثانية نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه ونال إعجابكم.