ما حكم الزوجة التي تغضب زوجها؟ إن العلاقة الزوجية هي أسمى العلاقات الإنسانية، ولقد حرص الإسلام على تحديد وتوضيح تفاصيلها حتى تستقيم وتتمكن من أداء الدور المخول لها على أكمل وجه، ألا وهو إعمار الأرض, وفي هذا الإطار، سوف نتعرف معكم في هذا المقال على حكم الزوجة التي تغضب زوجها، فتابعونا.
ما حكم الزوجة التي تغضب زوجها؟
- إن العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على الاحترام والمودة والرحمة المتبادلة بين الطرفين.
- ويجب أن يعي كل من الزوج والزوجة أن لكل منهما دور محدد في هذه العلاقة، لا بد من أن يلتزم به وأن يؤديه على الوجه الأكمل.
- حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
- وللزوج على زوجته في الشريعة الإسلامية حق السمع والطاعة.
- ولقد أجمع علماء الدين على أنه لا يحق للزوجة أن تعصي زوجها، إلا فيما يغضب الله -عز وجل-.
- مما يعني أن إغضاب الزوج وعدم طاعته فيه عصيانًا لأوامر الله -سبحانه وتعالى- وفيه إثم كبير تعاقب عليه المرأة في الدنيا والآخرة.
- وتعددت الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى وجوب طاعة الزوج.
- حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا).
- والمقصود بالسجود في الحديث الشريف هو التعظيم والاحترام للزوج ولمكانته وليس سجود العبادة.
- كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وإنَّ لَكم على نسائِكم حقًّا، ولنسائِكم عليكم حقًّا، فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يوطِئنَ فُرُشَكم من تَكرَهونَ، ولا يأذَنَّ في بيوتِكم لِمن تَكرَهونَ، ألا وإنَّ حقَّهُنَّ عليكُم أن تُحسِنوا إليهِنَّ في كسوتِهنَّ وطعامِهِنَّ).
- كما أوضح العلماء أن طاعة الزوج ليست مطلقة، ولكنها مقيدة بقدرة المرأة واستطاعتها البدنية والنفسية على تطبيق أوامر زوجها.
- وذلك استنادًا إلى قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
حق الزوج على زوجته في الإسلام
- كما ذكرنا سابقًا فإن للزوج على زوجته حق الطاعة فيما لا يعصي الله -سبحانه وتعالى- ولا يخالف أوامره ونواهيه.
- وللزوج على زوجته حق المعاشرة الطيبة والاحترام.
- كما أن على الزوجة أن تلبي طلب زوجها إذا طلبها، لأن في ذلك تحصين للزوج من الوقوع في الفتن والمعاصي.
- حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ).
- ولقد أوضحت الشريعة الإسلامية أنه لا يجوز للمرأة أن تمتنع عن زوجها إلا لعذر شرعي أو مرضي.
- كما يجب على الزوجة أن تصون زوجها وأن تحفظ عرضه أثناء غيابه.
- وينبغي عليها أيضًا أن تحافظ على أموال زوجها وممتلكاته، وأن تعمل على خدمته وخدمة أولادها بالحسنى.
- يجب على المرأة أن تستأذن زوجها قبل الإقدام على أي خطوة جديدة أو فعل ترغب القيام به، مثل الاستئذان قبل الخروج من المنزل.
- بالإضافة إلى دور الزوجة في إعانة زوجها على طاعة الله -سبحانه وتعالى-.
- ومن الجدير بالذكر أن طاعة الزوج لا تقلل من شأن الزوجة على الإطلاق، ولكنها بهذه الطاعة تحافظ على استقرار أسرتها وتمنح شريك حياتها حقه الذي وهبه الله إياه.
فضل طاعة الزوج في الإسلام
- تنال المرأة رضا الله -سبحانه وتعالى- إذا حرصت على طاعة زوجها وسعت بشكل دائم إلى إسعاده وإرضائه.
- ويمكنها أن تلمس فضل رضا الله -سبحانه وتعالى- في استقرار حياتها الأسرية، والتي تؤثر بشكل مباشر على حالتها الصحية والنفسية.
- وبين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجر طاعة الزوج في حديثه الشريف، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، و صامَت شهرَها، وحصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ).
في نهاية هذا المقال والذي تعرفنا معكم من خلاله على حكم الزوجة التي تغضب زوجها، نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه، وأن نكون قد أجبنا عن الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع.