ما حكم التكلم مع فتاة على الهاتف؟ لقد وضعت الشريعة الإسلامية ركائز للحديث بين المرأة والرجل، حددت ضوابط شرعية وشروط لهذا الحديث للحفاظ على الأفراد من الوقوع في الخطأ وحماية المجتمع من الفساد, تنوعت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا مما يسر وسائل التواصل بين الرجل والمرأة ومنها الحديث عبر الهاتف، سنتكلم في هذا المقال عن حكم التكلم على الهاتف مع فتاه.
ما حكم التكلم مع فتاة على الهاتف؟
ومن الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي حرص على تكريم المرأة وحفظ حقوقها والعمل على رفع شأنها وحمايتها من الامتهان، لذا أمرها بأن تخفض صوتها وأمرها بالحجاب وألا تخضع بالقول والدليل على ذلك قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)، وكذلك قوله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)، إذ يجب على المسلمة الحذر من الوقوع في الخطأ وأن تقع في أمر منهي عنه شرعًا.
إذا دعتها الحاجة للحديث مع رجل عبر الهاتف يجب أن يكون كلامها بلا خضوع مع التزامها بالضوابط الشرعية، وعليها أن تعلم أن تجنب المفاسد التي تؤدي إلى الشر مقدم على المنافع.
إن الشرع لم يحرم تبادل الرجل والمرأة أطراف الحديث بشكل عام على الهاتف لأحد الأقارب المقربين إذا كان السؤال عن أمر هام أو للسؤال عن الصحة أو للسؤال عن علم أو للاستفسار عن مصلحة شرعية وغيرها من الأسباب العامة.
بينما إذا كانت المكالمة فيها دعوة لممارسة الفاحشة أو ما يؤدي إليها أو أحاديث غزل أو خلوة تشجع على الوقوع في الخطأ فيجب على كل من الرجل والمرأة الحذر من الوقوع في هذا الأمر الجلل.
علاوة على أن الكلام دون داع مع فتاة أجنبية مثير للفتن وغير جائز شرعًا.
شروط الكلام على الهاتف بين الرجل والمرأة
لقد حدد الشرع عدة أسس للتكلم بين الرجل والمرأة وهي:
- الحديث بين الرجل والمرأة لا بد وأن يكون في أضيق نطاق ولا يتم إلا لغرض واضح مثل الاستفسار أو السؤال عن أمر ما أو رد السلام.
- قد يكون الكلام بهدف صلة الرحم فلا مشكلة في ذلك.
- أن يعرف كل من الرجل والمرأة أن الصداقة بينهما غير جائزة.
- لا يجب الكلام في أمور شخصية أو الاستطراد في الكلام بلا سبب.
- مراعاة الله في كل تصرف والخشية من الله واتباع أوامره وتجنب نواهيه.
- تجنب الكلام المحرم المثير للغرائز الخادش للحياء، قال تعالى: (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
- تجنب الانسياق وراء الشيطان والمحافظة على حدود الله لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطأ، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه).
كفارة الكلام المحرم مع فتاة على الهاتف
الرجوع عن الذنب فضيلة والحمد لله أن لنا ربًا يقبل التوبة عن عباده وكفارة الحديث عبر الهاتف في المحرمات هي:
- التوقف والإقلاع عن هذا الذنب.
- الندم على الوقوع في هذا الذنب.
- النية والعزم على عدم تكرار هذا الفعل مرة أخرى.
- التوبة وطلب العفو من الله والتضرع إليه.
- الاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة، الصدقة والصلاة والقيام والذكر.
- من الجدير بالذكر أن عدم التوقف عن هذه المعاصي يجعل الإنسان يخسر آخرته ويضيع دنياه.
حكم تبادل الرسائل الإلكترونية بين الرجل والمرأة
كثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة ومن الجدير بالذكر أن تبادل الرسائل الإلكترونية بين الجنسين دون داع يؤدي إلى تعلق القلب وازدياد الرغبة ويثير الفتن حيث إنه أقرب إلى الخلوة فهذه الرسائل لا يطلع عليها إلا من كتبها، فهذا غير جائز حيث أن درء المفسدة مقدم على جلب المصالح.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال عن ما حكم التكلم مع فتاة على الهاتف؟ وتحدثنا عن الآراء الفقهية بخصوص التكلم عبر الهاتف مع فتاة وشروط الكلام عبر الهاتف بين الرجل والمرأة وكذلك تناولنا الحديث عن كفارة الكلام في المحرمات مع فتاة عبر الهاتف نرجو أن تكونوا قد استفدتم منه.