ابن العميد هو الكاتب محمد بن الحسين بن محمد أبو الفضل بن أبي عبد الله، ويعرف بـ ابن العميد، ويرجع ذلك اللقب إلى عادة أهل الخرسان في التعظيم، بالإضافة إلى ذلك يعد ابن العميد من العلماء الذين كرسوا حياتهم للعلم ودراسة مختلف المجالات، كما أنه عمل في الكثير من المناصب العالية، وفي الفقرات اللاحقة سوف نقدم لكم المزيد عن حياة العالم والشاعر ابن العميد.
معلومات عن محمد بن الحسين
من أهم وأبرز المعلومات التي من الممكن معرفتها عن ابن العميد ما يلي:
- ابن العميد ولد في سامراء ونشأ في بيئة مليئة بالعلم، وقام بالدراسة على يد الكثير من الشيوخ في بلده.
- ذهبت اهتماماته إلى الأدب والعلوم التاريخية والفلسفة، وقام بدراستهم وأجادهم وتميز بهم في شبابه.
- تمت دعوته من قبل ركن الدولة بن بوية حتي يتولى منصب الوزير.
- قام ابن العميد بتولي قيادة الجيش المتوجه إلى الدينور، حتي يقاتل حشنويه بن الحسن الكردي، ولكنه شعر بالإرهاق والتعب الشديد ومنعه البرد من إكمال مهمته.
- بالإضافة إلى أنه أصيب بمرض النقرس والإمساك المزمن وظل يعاني من المرض حتي توفي.
كم عمر محمد بن الحسين
اختلفت المراجع حول ميلاد العالم والشاعر ابن العميد، ولكن الموارد رجحت أنه ولد في عام 299 أو 300 هجريًا، ويقال أنه توفي في عام 359 أو 360 هجريًا عن عمر يناهز 59 أو 60 عام؛ وذلك في مدينة بغداد أو في مدينة همذان.
أسلوب محمد ابن الحسين وصفاته
ابن العميد كان شاعر استثنائي وتميز ببراعته في الترسل والكتابة، حتي أن البعض أطلق عليه لقب “الأستاذ” والبعض الأخر أطلق عليه لقب “الجاحظ الثاني” وذلك يرجع إلى مدي مهارته وتمكنه من أساليب الكتابة.
كما أن أسلوب ابن العميد في النثر تميز بالفصاحة والبلاغة وحسن الترسل، حيث أنه كان يتميز بالدهاء والخبرة والقدرة على تنقية ألفاظه والمعاني والكلمات بدقة حتي تكون سلسلة وسهلة.
وفي وصف أسلوب الشاعر ابن العميد قال الثعالبي: “بدأت الكتابة بعبد الحميد، وختمت بـ ابن العميد”، وذلك دليل على المكانة الكبيرة التي تمكن ابن العميد من الوصول إليها، وذلك بسبب فنه المتقن والرائع.
مؤلفات الشاعر محمد ابن الحسين
قدم الكاتب والشاعر ابن العميد قبل وفاته مجموعة من المؤلفات المتميزة، سوف نذكر أهمها في النقاط التالية:
- ديوان الرسائل.
- كتاب المذهب في البلاغات.
- بناء المدن، ويشرح في ذلك الكتاب أساليب التخطيط العمراني والبناء، ويقال أن هذا الكتاب موجود بنسخته الأصلية كمخطوطة في إحدى المكتبات الخاصة بالمخطوطات الإسلامية والعربية في إسطنبول بتركيا.
- كتاب الخلق والخُلق.
- ديوان في اللغة والتاريخ.
نماذج من شعره ونثره
من جيد شعر الكاتب ابن العميد، قوله لبعض إخوانه:
- قد ذبت غير حشاشة وذماءِ، ما بين حر الهوى وحر هواءِ
- لا أستفيق من الغرام ولا أري، خلوًا من الأشجان والبرحاءِ
- وصروف أيامي أقمن قيامي، بنوى الخليط وفرقة القرناءِ
- وجفاء خِل كنت أحسب أنه، عوني على السراء والضراءِ
- أبكي ويضحكه الفراق ولن ترى، عجبًا كحاضر ضحكه وبكائي
- أيضًا من كتاباته إلى ابن بلكا عند استعصائه على ركن الدولة:
كتابي وأنا مترجح بين طمع فيك، وإياس منك، وإقبال عليك، وإعراض عنك، فإنك تدلي بسابق حرمة، وتمت بسالف خدمة، أيسرها يوجب رعاية ويقتضي محافظة وعناية، ثم تشفعهما بحادث غلول وخيانة، وتتبعهما بآنف خلاف ومعصية، وأدني ذلك يحبط أعمالك ويمحق كل ما يرعي لك، لا جرم أني وقفت بين ميل إليك وميل عليك، أقدم رجلاً لصمدك وأؤخر أخرى عن قصدك، وأبسط يدًا لاصطلامك واحتياجك، وأثني ثانية نحو استبقائك واستصلاحك، وأتوقف عن امتثال بعض المأمور فيك ضنًا بالنعمة عندك ومنافسة في الصنيعة لديك، وتأميلاً لفيئتك وانصرافك ورجاء لمراجعتك وانعطافك، فقد يعزب العقل ثم يؤوب، ويغرب اللب ثم يثوب، ويذهب العزم ثم يعود، ويفسد الحزم ثم يصلح، ويضاع الرأي ثم يستدرك، ويسكر المرء ثم يصحو، ويكدر الماء ثم يصفو.
بهذا القدر نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم، وبعد أن قدمنا إليكم كافة التفاصيل الواردة عن حياة ابن العميد، نرجو أن ينال مقالنا اليوم إعجابكم.