يعتبر الزنا حرام شرعا في الدين الإسلامي، واعتبره أيضا من الكبائر والمعاصي التي تقود إلى طريق الضلال والضياع، ومن يقع فيه وقع في المعصية الكبيرة, نتعرف معكم اليوم على سؤال مهم جدا وهو ما حكم الزنا قبل الزواج؟ إذ أكرمنا الله بتوفير أدلة وأجوبة كافية عن كل ما يشغل بالنا، لذا تابعونا.
ما حكم الزنا قبل الزواج؟
ذكر في القرآن والأحاديث النبوية الشريفة العديد من الأمور التي تبين حقيقة حكم الزنا، وذكر هذا للرجل المتزوج وغير المتزوج.
حيث أجمعت النصوص القرآنية على أن الزنا للرجل المتزوج يكون حكمه الجلد وليس القتل كما يعتقد البعض.
وقال الله تعالى في كتابه الكريم: “الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين”
والشاب الأعزب حكمه إذا زنا هو الجلد أيضا، وتم ذكر عدد الجلدات بأنها ثمانين جلدة.
الزنا في الدين الإسلامي
ذكر الله تعالى الزنا في عدة مواقع من القرآن الكريم، ونقل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أم الزنا من المحرمات في ديننا الحنيف.
والعلماء جميعهم اتفقوا على هذا، بينما اختلفوا نسبيا في الحد الذي يقام على الزاني.
وقال تعالى: “الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين“
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له”.
تعرف الزنا اصطلاحا
يعتبر الزنا في تعريفه هو فعل يتم بمشاركة كل من الرجل والمرأة دون وقوع زواج حقيقي.
وعرفه جمهور العلماء بأنه وطء الرجل للمرأة من القبل أو الدبر على حد سواء، ولا يربطهما زواج أو ملك اليمين.
وكان هذا الأمر باتفاق العلماء والفقهاء أجمع.
حكم زواج الرجل من الفتاة بعد الزنا
يتساءل الكثير من الأشخاص عن هل يجوز أن يتزوج الرجل المرأة التي زنا معها؟ وهل يعتبر هذا بمثابة التوبة؟ هيا نعرف هذا فيما يلي:
- ذكر الدكتور علي جمعة وهو عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف أن الزنا بالرغم من كونه من الكبائر إلا أن الله غفور رحيم، ويزول بالتوبة النصوحة.
- ولا يشترط أن يتم الزواج من الشخص الذي تم الزنا معه، بل العزم على عدم العودة هو خير الأمور.
ما حكم الزنا مع امرأة متزوجة؟
من ضمن أحكام الزنا نتعرف معكم على حكم الزنا مع امرأة متزوجة فيما يلي:
اعتبر علماء الدين أن هذا الزنا أعظم وأكبر من كونه مع مرأة غير متزوجة.
حيث يعتبر انتهاكا لعرض الزوج، وتم وضعه في قائمة مراتب الزنا.
واعتبروه أيضا أنه أكثر جرما في حين كان الزاني متزوجا، وعليهما أن يتجهان إلى التوبة النصوحة ويبتعدان عن درب الفسق والفجور لكي تتحقق التوبة.
هل التوبة من الزنا تسقط الحد؟
من ضمن الأسئلة الشائعة في أحكام الزنا هو سقوط الحد عن الزاني في حال توبته.
اتفق كل من المذهب الشافعي والحنفي والمالكي أيضا بأن الحد لا يسقط في حال رفعه إلى الحاكم.
واستندوا بهذا الرأي إلى الآيات القرآنية، حيث قال تعالى: “الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة”
بينما ذكر ابن تيمية أن الزاني إذا أقدم بنفسه للاعتراف بخطئه وتاب فهنا يعفى من إقامة الحد عليه.
دون أن يحدد كون الزاني متزوجا أم لا، وذكر أنه في حال كان يريد الزواج ممن زنا معها فلا مانع في هذا.
تنتهي فقراتنا التي بينت لنا ما حكم الزنا قبل الزواج، وأرجو من الله أن أكون وضحت لكم كافة الأمور المرتبطة به، لكي تدركوا الأحكام بشكل واضح وسليم، عافانا الله وإياكم من شرور أنفسنا.