هل العمره برمضان تعدل حجه، يبحث الكثير من المسلمين عن ثواب العمرة في شهر رمضان، حيث أن الكثير من المسلمين لا يستطيعون أن يقوموا بفريضة الحج، وذلك بسبب أن تكلفة الحج تعد مرتفعة بشكل كبير، ولا يقدر على ثمنها العديد من المسلمين، ولهذا الأمر نجدهم يتجهوا نحو أداء العمرة، حيث تعد أقل ثمنًا من الحج.
هل العمره برمضان تعدل حجه
في هذا المقال يمكننا أن نقوم بالإجابة على سؤالكم هل العمره برمضان تعدل حجه، حيث أننا يمكننا أن نقول أن ذلك الأمر يجوز وذلك من وجهة نظر بعد العلماء والفقهاء، والقسم الآخر من العلماء كان رأيه عكس ذلك.
- فنجد أن هؤلاء العلماء والفقهاء قد اختلفوا فيما بينهم بشكل كبير حول ذلك الأمر، ولكننا سنستعرض لكم أولًا ما روي عن الرسول صل الله عليه وسلم، ثم نقدم لكم آراء هؤلاء الفقهاء.
- فقد روي عن رسولنا الكريم (أنه قال لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قَالَتْ : لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران] ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض ، قَالَ : فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً معي).
- فيعتبر ذلك الحديث هو المشرع لنا في ذلك الأمر، فهنا يمكننا أن نقول أن العمرة التي يقوم بها المسلم في رمضان، تعادل الحج، ولكن العلماء قد اختلفوا حول أن ذلك يسير على جميع الناس، أو لا.
رأي سعد بن جبير وجماعة من التابعين
عند استكمال الحديث عن هل العمره برمضان تعدل حجه، فإننا نجد أن سعد بن الجبير يقول أن الرسول عندما أباح لتلك السيدة بذلك الأمر، فإنه كان يخص هذه السيدة فقط، ولا يقصد من ذلك أن يعمم الأمر.
- فقال سعد رضي الله عنه، أن الرسول لم يقم طوال حياته بحج رمضان على الاطلاق، و لم يقم الرسول بإرشاد المسلمين إلى ان يقوموا بالعمرة في رمضان.
- أيضًا قال أنه عندما تعاطف الرسول مع هذه المرأة، قد خصها هي وحدها بذلك الأمر، ولم يقم بتعميمه على سائر المسلمين، فلا يمكننا نحن أن نقوم بتعميم ذلك الأمر.
- كما قال سعد بن جبير وبعض التابعين، أن الأمر في الواقع لا يخص سائر المسلمين، حيث أن العمرة في رمضان لو كانت تعادل الحجة، كان من الطبيعي أن يقول الرسول ذلك ويعممه على كافة المسلمين.
- أو لو كان الأمر صحيح كما يزعم بعض العلماء، لكان هناك العديد من الأحاديث الأخرى التي تشير إلى ذلك الأمر، وهذا ما لم نجده حيث أنه لا يوجد غير هذا الحديث الذي قمنا باستعراضه لكم من قبل.
الرأي الذي اجتمع عليه الفقهاء من المذاهب الأربعة
هنا يمكننا أن نستعرض لكم الآراء التي ترد على هل العمره برمضان تعدل حجه، والتي جميعها متفقة مع بعضها في تعميم ما قاله الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه مع السيدة، وأن ما قاله هو إرشاد للمسلمين.
- فنجد أن هؤلاء الفقهاء قد اتفقوا فيما بينهم وقالوا أنه لا يمكننا أن نقوم بتخصيص العمرة برمضان، في أنها تعتبر معادلة للحج الذي لا يستطيع المسلم أن يقوم به بسبب تكلفته الباهظة.
- وذلك لأن المسلم الذي لا يستطيع أن يقوم بتأدية فريضة الحج، فإن هذه الفريضة بطبيعة الحال سوف تسقط من عليه، طالما غير قادر، فلا يمكننا أن نقول أن العمرة هنا أمر تعوضي عن تلك الحجه التي لم يستطع أن يقوم بها.
- وذلك لأن الحجه قد سقطت عنه، وعند الحديث عن ما روي عن الرسول، فنجد أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتم تخصيص الأمر، إلا إذا توفر هناك دليل، وفي حديث الرسول لم نعثر على أي دليل يمكنه أن يبين لنا أن هذا الأمر مخصص للسيدة فقط.
- فهذا يعني أن ما قله الرسول للسيدة في هذا الحديث يعتبر خطابًا لثائر المسلمين الذي عليهم أن يلتزمون بكلام رسولنا الحبيب.