كم عدد الأحاديث المتواترة؟، إن الحديث هو مصدر التشريع الذي يأتي بعد القرآن الكريم، وهو الكلام الذي تحدث به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقام الصحابة رضوان الله عليهم بنقله، لذلك فإن علم الحديث من العلوم المهمة والتي اهتم بها الكثير من المسلمين.
كم عدد الأحاديث المتواترة؟
تم تعريف التواتر في اللغة العربية بالتتابع، ولم يتفق العلماء على عدد الرواة الذين يجب أن يروا الحديث حتى يتم وصفه بأنه حديث متواتر.
- إن عدد الأحاديث المتواترة الموجودة في الإسلام تصل إلى حوالي مائة وعشرين حديث، وهذه الأحاديث وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- قال الكثير من أهل العلم أن جميع الأحاديث التي وردت في الصحيحين يمكننا تضمينها ضمن الأحاديث المتواترة، كما قالوا بأن الحديث المتواتر يجب أن يتم الوثوق في صحته ويتحقق ذلك بوجود رواة عدة له.
شروط الأحاديث المتواترة
حرص أهل العلم والفقهاء على تفريق الأحاديث الصحية عن الضعيف منها، والمقبول، وكذلك المردود، وكل نوع من هذه الأحاديث وضعوا له اسم في الاصطلاح، كما وضعوا بعض من الشروط للحديث المتواتر وهي:
- يجب أن يقوم برواية هذا الحديث عدد كبير جداً من الرواة، وبالتالي يتم ضمان أن هذا الحديث ليس كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أن يكون الحس هو الاعتماد الأساسي للرواة في إخبارهم للحديث، وتعريف الحس هو الإدراك بأحد الحواس، فيقولون سمعنا رسول الله، أو رأينا كذا، فلا يمكن أن يكون التواتر بالتخمين أو الاعتقاد والظن فهذا لا يصح أبداً.
أنواع الأحاديث المتواترة
قام أهل العلم بتقسيم الأحاديث المتواترة لقسمين وسوف نقوم بتوضيحهم فيما يلي:
- أحاديث لفظية: وهي الأحاديث التي نقلها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باللفظ دون تغيير أي شيء فيها.
- أحاديث معنوية: وهي أحاديث تم نقل معناها ولكن يوجد اختلاف في الألفاظ، أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قالها بألفاظ أخرى، ولكنها قد حققت جميع الشروط الخاصة بالأحاديث المتواترة.
أمثلة على الأحاديث المتواترة
تم حصر جميع الأحاديث المتواترة وبلغ عددهم كما ذكرنا مائة وعشرين حديث ومن أمثل هذه الأحاديث:
- الأحاديث الخاصة بالحوض: روي عن ثوبان وهو مولى النبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( حَوضي من عدنٍ إلى عُمانَ البلقاءِ، ماؤه أشدُّ بياضًا من اللبَنِ، وأحْلى من العسلِ، وأكوابُه عددُ نجومِ السماءِ، من يشربُ منه شربةً لم يظمأْ بعدها أبدًا، أولُ الناسِ ورودًا عليه فقراءُ المهاجرين؛ الشُّعثُ رؤوسًا، الدُّنسُ ثيابًا، الذين لا يَنكحون الْمُتنعِّماتِ، ولا تُفتَحُ لهم السُّدَدُ).
- الأحاديث التي تبين ضرورة رفع اليدين أثناء الصلاة: ومنها ما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه فقد وضح لنا الطريقة التي كان يرفع بها النبي صلى الله عليه وسلم يده عندما يكون يكبر في الصلاة.
كتب الأحاديث المتواترة
بالطبع لا يمكن على الإطلاق أن نستطيع حصر جميع الكتب الخاصة بالأحاديث المتواترة في فقرة واحدة، ولكن يمكننا ذكر بعض منها، فهناك العديد من الكتب التي تحتوي على الأحاديث المتواترة وجميعها كتب مشهورة ومميزة ومنها:
- كتاب السيوطي باسم الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة.
- كتاب شمس الدين أبي عبدالله محمد بن محمد بن علي بن طولون باسم كتاب اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة.
- كذلك يوجد كتاب نظم المتناثر من الحديث المتواتر، وكذلك كتاب أبي الفيض المصري وقد أطلق عليه اسم كتاب لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة.
أجبنا في مقالنا هذا عن سؤال كم عدد الأحاديث المتواترة؟ والحديث المتواتر هو الذي تم روايته من قبل عدد كبير من الرواة الثقة الذي يستحيل تجمعهم على الكذب، ويوجد للأحاديث المتواترة أنواع قد ذكرناها سابقاً، ويجب أن يتم تواتره بشكل حسي والبعد عن الظن والاعتقاد والتخمين فهذا لا يصح.