صحة حديث الصيحة في نصف رمضان، إن شهر رمضان هو شهر كريم، تكثر فيه الرحمة والبركة، ولهذا الشهر الكثير من الفضل ويضاعف الله فيه الثواب، ويبحث المسلمين عن أفضل العبادات، ومنها الدعاء بما ورد لنا في سنة الرسول الكريم، ولكن يجب أن نختار الصحيح منه.
صحة حديث الصيحة في نصف رمضان
يبحث الكثير من المسلمين عن صحة حديث الصيحة في نصف رمضان، وهل يجوز العمل به أم لا، وهل يوجد له مرجع في السنة النبوية أم لا، وسوف نقوم بتوضيح ذلك فيما يلي:
- أنكر الكثير من الفقهاء وأهل العلم هذا الحديث، وقالوا بأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتم إثباته في أي كتاب.
- وقد قال الشيخ ابن الباز، أن هذا الحديث ليس صحيحاً، وحكم عليه بالكذب والبطلان، كما أوصانا بعدم ترويج ونشر هذا الحديث بين الناس، ويجب عدم العمل به.
حديث الصيحة في رمضان
وردت الكثير من الروايات عن هذا الحديث، وقد ورد في العديد من كتب العلم والدين، وسوف نوضح نص هذا الحديث فيما يلي:
- روي عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إذا كان صيحة في رمضان، فإنه يكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم؟ يقولها ثلاث مرات، هيهات هيهات يقتل الناس فيه هرجاً هرجاً، قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هذه توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة الجمعة، في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجداً، وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك”.
ما حكم تناقل حديث الصيحة؟
هناك الكثير من المسلمين الذين يجهلون أن حديث الصيحة ضعيف، وأنه كذب على رأي أغلب الفقهاء، وهؤلاء ليس عليهم الحرج، ولكن من يعلم بكذب هذا الحديث يحاسب على نشره وترويجه.
- قال الفقهاء أن تناقل هذا الحديث ونشره بين الناس لا يجوز على الإطلاق ولا يصح، كما يجب عدم إيمان المرء بمحتوى الحديث، أو العمل به.
- ويجب النشر بين الناس بأن حديث الصيحة ليس له أي أساس من الصحة، وقد حكم عليه بالكذب، ويجب تمزيق جميع الكتب والأوراق التي تشتمل على هذا الحديث.
أحاديث لا تصح عن رمضان
لا تقتصر الأحاديث المكذوبة على حديث الصيحة فقط، بل هناك الكثير من الأحاديث الأخرى التي لا تصح عن شهر رمضان الكريم، ولم تثبت عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومنها:
- “يا حميراء لا تقولي رمضان فإنَّه اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولي شهر رمضان، فإنَّ رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله شوال؟ فقال شوال شالت لهم ذنوبهم فذهبت”.
- “من وافق موته عند انقضاء رمضان، دخل الجنَّة، ومن وافق موته عند انقضاء عرفة، دخل الجنَّة، ومن وافق موته عند انقضاء صدقةٍ، دخل الجنَّة”.
- “من كان عليه في رمضان شيءٌ، فأدركه رمضان، فلم يقضه؛ لم يقبل منه، وإن صلَّى تطوعًا وعليه مكتوبةٌ؛ لم تقبل منه”.
ذكرنا في هذا المقال الإجابة عن سؤال ما هي صحة حديث الصيحة في نصف رمضان، وعلمنا أنه باطل ومكذوب، ويجب علينا جميعاً ترويج بطلان هذا الحديث بين جميع المسلمين وعدم العمل به، كذلك يجب عدم الإيمان محتواه، كما ذكرنا الكثير من الأحاديث التي يجب عدم التصديق فيها أيضاً وعدم الإيمان بها.