صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا نعرف جميعاً أن رائحة البصل من الروائح النفاذة والكريهة ولكن وردت بعض من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أنها ضعيفة في الإسناد الخاص بها حيث أن البصل بالإضافة إلى الثوم مؤذيان في الرائحة التي تنبعث منهما ولذلك في مقالنا اليوم سوف نوضح لكم هل هذا الحديث صحيح أم غير صحيح بالمرة.
صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا
البصل والثوم أحد أنواع الطعام التي تحمل قيم غذائية كثيرة ولكننا نتجنب تماماً تناولهما إذا كنا على نية للخروج أو التحادث مع أحد حتي لا نضر به فهل صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا صحيح?
- وصلنا بعد بحث عميق وكثير ان هذا الحديث الذي يقول إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا لا يمتلك أي وجه من أوجه الصحة بالمرة ولم يرد أبدًا عن نبي الله صلوات الله عليه ورحمته أي حديث يعمل على حث المسلم على أن يأكل البصل وهو في حالته النيئة.
- وذلك لأنه سوف يحصل على رائحة غير مستحبة عند تناوله بهذا الشكل كما أن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يقم أبداً بتناول البصل والثوم وهما نيئان.
- وذلك للنفور من الرائحة الخاصة بهما ودلالة على ذلك الكلام ما قد رؤي على لسان أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه.
- فقال (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ أَكَلَ مِنْهُ، وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَيَّ، وَإِنَّهُ بَعَثَ إِلَيَّ يَوْمًا بِفَضْلَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا؛ لِأَنَّ فِيهَا ثُومًا، فَسَأَلْتُهُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ»، قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ.”
حكم أكل البصل والذهاب للمسجد
إن المسجد هو أطهر مكان حيث نقوم به بأداء الصلوات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على كل مسلم عاقل وذكرنا صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا فما حكم تناوله في المسجد?
- لا يجوز نهائيا لأي شخص أن يقوم بتناول البصل والأمر ذاته بالنسبة للصوم ومن ثم يذهب ليقوم بالصلاة بالمسجد حيث أن الرائحة التي تنتج عنه تعرض كل المصليين للأذى.
- والأمر ينطبق كذلك على الملائكة الذين يتواجدون بالمسجد فهم يتعرضون أيضًا للأذى الذي يتعرض له الإنسان.
- فعلى الشخص المؤمن أن يلتزم ويصلي في منزله إذا كان قد قام بالفعل بتناول البصل أو تناول الثوم وهو نيء.
- حيث أنه يجب على كل شخص ألا يكون من الأسباب التي تؤذي من حوله وإذا قام بفعل ذلك بشكل متعمد لكي يمتنع على الذهاب للصلاة فهذا يكون إثم عليه.
- وإذا كان غير ذلك وأراد فقط أن يحصل على الفائدة التي تعود عليه من أكلهم فيصلي في منزله ويقوم بالتطيب بتناول أي شيء يعمل على القضاء على تلك الرائحة الكريهة.
هل أكل البصل والثوم حرام؟
بناءً على ما ذكر حول صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا فيأتي تساؤل في ذهن كل شخص وهو هل نبتعد عن تناول البصل وكذلك الثوم وهل تناولهما من المحرمات أم لا?
- لم نجد أي آية قرآنية أو حديث شريف يحرم تناول البصل أو تناول الثوم أو أي بقوليات بشكل عام من تلك التي تصيب صاحبها بالانتفاخ وتجعله في حاله من التجشؤ.
- ولكن توصلنا إلى أن الأمر مكروه وذلك في حالة تناولها وهي نيئة لأنها تصدر رائحه مكروهة وغير محبذة.
- فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “لَمْ نَعْدُ أنْ فُتِحَتْ خَيْبَرُ فَوَقَعْنَا أصْحَابَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في تِلكَ البَقْلَةِ الثُّومِ والنَّاسُ جِيَاعٌ، فأكَلْنَا منها أكْلًا شَدِيدًا، ثُمَّ رُحْنَا إلى المَسْجِدِ، فَوَجَدَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الرِّيحَ فَقالَ: مَن أكَلَ مِن هذِه الشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ شيئًا، فلا يَقْرَبَنَّا في المَسْجِدِ فَقالَ النَّاسُ: حُرِّمَتْ، حُرِّمَتْ، فَبَلَغَ ذَاكَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أيُّها النَّاسُ إنَّه ليسَ بي تَحْرِيمُ ما أحَلَّ اللَّهُ لِي، ولَكِنَّهَا شَجَرَةٌ أكْرَهُ رِيحَهَا.”.