حكم صلاة الغائب على الميت، وما الأقاويل الخاصة بجميع أهل العلم في ذلك الصدد حيث أن تلك الصلاة بالإضافة إلى الصلاة الخاصة الجنازة من الصلوات التي فرضها وشرعها الله لنا وذلك لكي يقوموا بتوديع الموتى من خلال الصلاة عليهم ففيها الكثير من الفوائد من حيث الاستغفار وكذلك التضرع لله والدعاء إليهم بأجمل الأدعية واليوم سنوضح الحكم الخاص بصلاتنا على الشخص الغائب.
حكم صلاة الغائب على الميت
حينما نقوم بالصلاة على موتانا فإننا بذلك نشفع له عند الله سبحانه وتعالى من خلال دعاءنا له بالغفران والتغاضي عن ذنوبه فما هو حكم صلاة الغائب على الميت؟
- لقد أجمع جميع الفقهاء والذي يعرفون بأهل العلم أن هذه الصلاة على الشخص الغائب مشرعة بشكل قاطع ولكن الاختلاف في ذلك الأمر يكمن في شيء واحد.
- وهو هل صلاة الغائب مشروعة لعموم المسلمين أم أنها خاصة فقط برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ حيث أنه بالدليل الذي جاء في الصحيح أن نبينا صلوات الله عليه ورحمته قام بالصلاة على النجاشي في يوم وفاته.
- وقام الجمهور من أهل العلم بالرد على ذلك الأمر على أن الخصوصية الخاصة بهذا الأمر ليست مثبتة والأصح أننا نتأسى بسنة نبينا محمد صلى الله عليه في أي فعل يقوم به أو قول يتلفظ به.
- والدعاء بالإضافة إلى شفاعتنا للشخص المتوفي لها أجر وثواب عظيم فهي تنفع المتوفي وكذلك ينتفع بها الشخص الحي أيضًا.
- ويمكن أن نقوم بذلك الأمر لأن عمل المتوفي قد انقطع من تلك الحياة الدنيا فيمكن أن نكون سبب من أسباب عتقهم من النار وكذلك لدخولهم إلى الجنة فأكثروا من الدعاء لموتاكم.
حكم صلاة الغائب على الميت ابن باز
لقد تم سؤال ابن باز رحمة الله عليه عن القول الأصح في حكم صلاة الغائب على الميت وهل من الجائز أن نقوم بالصلاة على شخص لم يتم دفنه بعد فأجاب بالتالي:
- هناك فئة قليلة من أهل العلم أشاروا إلى رأيهم في هذا الأمر أنه لا يتم الصلاة على الشخص الغائب المتوفى.
- وفئة أخرى ترى أنه يجب أن يتم الصلاة على هذا الغائب إذا كان له أي شأن بدين الإسلام.
- على سبيل المثال النجاشي رحمة الله عليه فإن نبي الله صلوات الله عليه ورحمته قام بالصلاة عليه وذلك عندما توفى ببلاده قام بإخبار أصحابه به وقام بالصلاة عليه بصلاة الغائب.
- والمعنى الذي نتوصل له في النهاية أن صلاة الغائب تجوز للأناس الذين يرتبطون بعلاقة كبيرة بالإسلام على سبيل المثال الحكام الذين يحكمون المسلمين.
- كذلك العلماء من المسلمين إذ توفاه الله في بلد غير بلده وهو في غربة مثلًا وإذا مات أيَا في بلده فيتم الصلاة عليهم كذلك.
هل يجوز أن يصلي على إنسان غائب
وجدنا أن هناك محل خلاف على حكم صلاة الغائب على الميت وللآن لم نحصل على أي حكم صريح وواضح فهل الصلاة فقط تكون للعلماء أو الأناس الذين لهم شأن عظيم فقط؟
- الأمر الوحيد الذي يمكن أن نجزم به في الحكم الخاص بذلك الأمر أن الرسول كما قام بالصلاة على النجاشي.
- فإن الأمر ليس مقتصر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الأشخاص الذين لهم شأن جليل في حكم المسلمين أو تعليمهم بشيء ما مثل العلماء.
- حيث أن النجاشي قد فرض حمايته على الصحابة بالإضافة إلى أنه آواهم ولم يكتفي بذلك بل قام بنصرتهم على القوم المشركين وبعد ذلك قام بالدخول في الدين الإسلامي.
- وأشارت فئة كبيرة من أهل العلم إلى أنه يجوز الصلاة على المتوفي الغائب فهي ليست مقتصرة على رسول الله صلوات الله عليه ورحمته.
- ويفضل أن يتم ترك تلك الصلاة لأن النبي لم يصليها على كافة الأشخاص ونكتفي فقط بالصلاة على الشخص المتوفي الحاضر.