إن سؤال ما حكم كتمان العيب في السلعة من الأسئلة الشائعة في جميع الأزمان، حيث أن التجارة لها قواعدها وأصولها وأيضا لها أسلوبها المرن ولكن بعض التجار يستغلون ذلك ليبيحوا لأنفسهم الغش ويسهلوا تجارتهم وبيوعهم بتجاوزهم الأعراف والقوانين.و هنا يلزم علي جميعنا ان يفعل ما يمليه عليه دينه و ضميره و اخلاقه لكي نبني سويا مجتمعا يعم فيه الحب و الامان و المسالمة بين الناس جميعا حيث ان صدق العمل من صدق الايمان و ارجو من المولي عز وجل ان اكون قد وفقت في كتابة ما بداخلي و اكون قد استطعت التعبير بصورة ملمة حول هذا الموضوع .
ما حكم كتمان العيب في السلعة
إن جواب تساؤل ما حكم كتمان العيب في السلعة قد جاوب عليه الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث نبوية شريفة، وأيضا من خلال العبر المستقاة من السيرة النبوية، فنستطيع القول:
- خلق الله تعالى الناس وأنعم علينا بالدين الإسلامي، ومن فضل الله تعالى علينا أن أرسل لنا رسوله الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، الذي بين لنا الفرق بين الخطأ والصواب وبين الخير والشر في جميع مجالات وجوانب حياتنا اليومية على مختلف الأصعدة، ومنها جانب التجارة والعمل.
- حرم الله تعالى البيوع والمعاملات التجارية التي تقوم على كتمان التاجر أو البائع للصفات والعيوب التي قد تنفر الزبون والشاري من بضاعته.
- وأوصانا الله ورسوله بالصدق وقول الحق دائما مهما كان السبب، والصمت إن كان بهدف إخفاء الحقائق يعتبر إثما عظيما يقترفه الإنسان.
- لقد بارك الله بالتجارة لأنها توفر للناس أغراضهم وحوائجهم وطعامهم وغذائهم، فتقع على التاجر مسؤولية عظيمة يجب أن يكون على قدرها وان يتسلح بالصدق والعمل الجاد ليرضي الله تعالى ورسوله الكريم.
حكم إخفاء العيب في السلعة المباعة
لدى مناقشة موضوع ما حكم كتمان العيب في السلعة لا بد لنا من التساؤل عن ماهية الحكم عندما تكون عملية البيع قد حدثت وانتهت، فبالتدقيق بالدراسات والبحوث الإسلامية والدينية نجد أن:
- إن إخفاء العيب في السلعة المباعة هو حرام وإثم عظيم.
- ولكن عملية البيع مع ذلك تندرح تحت نطاق البيوع الصحيحة، من وجهة نظر تجارية.
- إن لاحظ الشاري العيب وأراد تبديل السلعة فله كل الحق.
كتمان العيب في السلعة ممحقة للبركة
وقد وردت التساؤلات والدراسات المتعلقة بما حكم كتمان العيب في السلعة لتجد أن ذلك إثم وذنب عظيم، وبالعودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نجد أن:
- قد بارك الله جل علاه بالتجارة، وقد عمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالتجارة، فهي من أنعم وأفضل المهن والحرف التي قد يمتهنها الإنسان.
- إن الغش والكذب والخداع في العمل يغضب الله تعالى ويكسب المرء الذنب والعقاب.
- وإن كتمان العيب بالسلعة أمر جلل يستحق عقاب الله تعالى، ولذلك فالله تعالى يعاقب الإنسان العاصي بالعذاب في الآخرة وبمحق البركة من تجارته في الدنيا.
- عندما يغش التاجر في تجارته فإن تجارته ستبور ولن تدوم.
حكم عبارة البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل
عند تناول سؤال ما حكم كتمان العيب في السلعة من المهم لما الاستفاضة بهذا الموضوع الجلل والذي يتعلق بمعاملات الإنسان وتعاملاته بكل عصر، ولذلك لدى البحث عن حكم عبارة البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل وجدنا أن:
- تجوز هذه العبارة، ويحق للتاجر أن يعمل بها، فلا قانون أو نص شرعي يناقض هذه العبارة، طبعاً في حالة كانت البضاعة في حالتها الجيدة، ولم يرتكب التاجر إثم الكذب وإخفاء العيوب عند بيعها.
- إن كان هنالك عذر أو خلل بالسلعة فيحق للشاري تبديلها أو ترجيعها.
حكم الاحتكار في وقت الغلاء وفي السلع التي يحتاجها الناس
لدى دراستنا وتعمقنا في سؤال ما حكم كتمان العيب في السلعة يتبارد إلى الذهن العديد من التساؤلات الأخرى المتعلقة به، من مثل ما هو حكم احتكار التجار لبضائعهم في وقت غلاء الأسعار، حيث أن:
- إن الاحتكار هو إخفاء وتخزين البضائع والسلع وإخفاؤها ريثما يزداد سعرها وثمنها اكثر، وذلك يتصاحب مع عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي والذي يكون عادة مترافقا مع الحروب والمشاكل.
- حرم الله تعالى الاحتكار إن كانت السلع المحتكرة هي غذاء وطعام الناس، وقد وعد الله تعالى المحتكرين بعظيم العقاب.
فيما سبق جاوبنا على تساؤل ما حكم كتمان العيب في السلعة وقد قمنا بطرح مفهوم التجارة والاحتكار وعلاقتهما ببعضهما وبحياة الناس في المجتمع، وكل ذلك ضمن نطاق الإسلام وشرع الله سبحانه وتعالى.