ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب من الأمور التي يشيع التداول بها، لما تتضمنه من ترهيب ووعيد بيوم القيامة وعلاماته التي بدأت تظهر في عصرنا الحالي، حيث أن هذه العلامة تنضوي على وعيد مرعب لكثرة الدماء وانتشار القتل والصراع على المكاسب المادية في عالم يتحول إلى أشبه ما يكون بغابة دون قوانين إنسانية، وإنما تحكمها القوة والمصالح.
ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب
وبالتدقيق حول ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب نجد أن هذا الحديث مثبت صحيح لا يحتمل الشك أو الطعن، فقد:
- روي عن عدد من روات الحديث النبوي الشريف الثقات مثل الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني أبي هريرة رضي الله عنه.
- كما جاء ذكره في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
- أجمع أهل الفقه وعلوم الشريعة والحديث النبوي الشريف على صدقه وفضله.
شرح حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب
وتبرز قضية ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب إحدى العلامات الهامة التي أوردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن:
- نهر الفرات نهر عظيم ينبع من هضبة أرمينيا في بلاد الأناضول، ويمر في كل من سوريا والعراق قبل أن يصب في الخليج العربي.
- ستجف مياهه الغزيرة كعلامة مؤكدة على قرب وقوع يوم القيامة.
- ستظهر كميات كبيرة من الذهب والمعادن الثمينة عوضا عن الماء في موضع مجرى نهر الفرات.
- وسيشيع القتل والذبح والدمار بغية الحصول على هذا الذهب الذي سيظنه الناس أغلى ما قد يحصلون عليه.
- وستصل الأمور إلى حد يقتل الأخ أخاه والابن أباه ومن كل مئة رجل سيقتل تسع وتسعون فردا بهدف الحصول عليه.
- وقد حذر الرسول العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مغبة السعي خلف هذا الكنز المشؤوم، إذ أن لا خير فيه ولا نفع يرجى منه.
زمن حدوث انحسار الفرات عن الذهب
وفي خضم مناقشة ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب تبرز قضية زمن وقوع هذا الحدث العظيم حيث أن مجمل علماء الفقه أجمعوا على أن:
- وقوع هذا الحدث عظيم الهول دليل على قرب قيام الساعة.
- بعضهم اتفق على أنه سيكون في وقت ظهور نبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام.
- وبعضهم ذهب إلى ربك هذا الحدث بظهور المسيح الدجال ولكن الغالبية العظمى أجمعت على أن تاريخ ظهور هذه العلامة متفق بعد ظهور سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام.
من علامات الساعة أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب
ويبين سؤال ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب واحدة من العلامات الواضحة لقيام الساعة ألا وهي جفاف مياه نهر الفرات وظهور الذهب في هذه المنطقة، ومن العلامات الأخرى:
- كثرة الفجور والفسق في أصقاع الأرض.
- انتشار الظلم وعموم الحروب.
- لباس الظالم والفاجر والعاق والمنافق والقاتل والمجرم ملابس العز والجاه في المجتمعات.
- بينما يلقى الخير والعدل والحق والسلام والصدق الرفض والتعنيف وعزوف الناس عنه.
سبب النهي عن أخذ الذهب بعد جفاف ماء الفرات
وعند تفنيد ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب تظهر لنا أسباب ضرورة العزوف عن أخذ هذا الذهب، حيث أنه:
- زمن لا تنفع به لا الأموال ولا البنون ولا متاع الدنيا الزائل.
- بالإضافة إلى كونه زمن فتن ودسائس ومؤامرات.
- علاوة على ظهور هذا الذهب خلال فترة لا يتم إخراج الصدقات فيها لعدم حاجة الناس إليها والتهائهم بأمور الكسب وعرض الدنيا.
إن دليل ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب واحد من الأمور التي يحسن تعلمها ونشرها بين الناس، وذلك لدرء فتنة يوم لا تنفع فيه أموال الدنيا ولا الرزق الفاني.