كيف أتعلم التجاهل؟ كيف أتخلص من الأشخاص المزعجين؟ هذه الأسئلة تخطر ببال الكثير منا؛ إذ أن لكل شخص أسبابه التي تجعله يحاول صرف النظر عن كثير من الأمور أو الأشخاص، حتى يتمكن من العيش بسلام وسعادة، وانطلاقًا من هذا سنجيبكم في هذا المقال على هذه الأسئلة، وتناول جوانب الموضوع باستفاضة.
ما المقصود بفن التجاهل
التجاهل هو عبارة عن سلوك يصدره بعض الأفراد كردة فعل تجاه أفراد مزعجون، وذلك بعدم المبالاة بهم، أو الاهتمام بهم، أو تجاه بعض مواقف الحياة؛ وذلك بعدم السماح لها بالتأثير على حياتهم، أو عدم اعتبرها بالمرة.
ويعد التجاهل من السلوكيات التي تفرض على صاحبها أن يكون صابرًا، وهادئ، وذكي، ولديه قدرة على ضبط نفسه؛ لذلك هو فن يتقنه القليل من الأفراد، وهو أيضا سلاح ذو حدين يتطلب من صاحبه استخدامه في موضعه المناسب لكي يستفيد منه بشكل جيد.
وليس المقصود به أن نلتزم الصمت، أو ندعي عدم السمع أو الرؤية؛ بل إن الفيصل فيه أن نستطيع أن نعرف متى وأين ولماذا نصمت، أو ندعي عدم الرؤية، أو السمع، وأن نعرف متى يكون سكوتنا هزيمة، ومتى يكون انتصارًا.
شاهد أيضاً: الصحة النفسية للأم
ما هي أنواع التجاهل
يمكن تقسيم التجاهل إلى نوعين رئيسيين، نعرضهم لكم على النحو التالي:
التجاهل الإيجابي: وذلك بأن ينفصل الفرد عن كل ما يؤذي نفسيته، ويؤثر على سلامته، وسعادته، سواء أكان شخص ما، أو أمر ما، وذلك هو الأفضل والَمناسب لراحة وسعادة الطرفين، ومن أمثلة التجاهل الإيجابي ما يلي:
- تجاهل الانتقادات السلبية التي تؤثر عليك، وتوقفك عن مواصلة الجهاد لتحقيق أهدافك، أو تقلل من عزمك وهمتك.
- تجاهل الأفراد المزعجين ومن يتسببون في الكثير من المشاكل والمشاحنات بلا سبب.
- تجاهل المشاركة في الحوارات الجدالية، التي يعلو فيها صوت الصراخ على الآراء المخالفة.
- تجاهل بعض التصرفات التي تصدر من الأشخاص الذين نحبهم، خاصة وقت الانفعال.
- عدم تكرار توجيه النصيحة نفسها للآخرين، خاصة إن كانت عن الموضوع نفسه.
التجاهل السلبي: إذا كان من الجيد في بعض المواقف اتباع سلوك التجاهل حتى نعيش بسلام؛ فمن الحماقة أيضًا اتباع سلوك التجاهل في بعض المواقف التي لا تستدعي ذلك، ومن أمثلة المواقف التي يصبح التجاهل فيها حماقة، ما يلي:
- تجاهل استقبال النصائح من الآخرين، خاصة الأشخاص الذين نعلم جيدًا أنهم لا ينصحوننا إلا حبـا فينا.
- تجاهل الأشخاص الذين يوجهون لنا إهانات أو اتهامات باطلة، وعدم إيقافهم والرد على اتهاماتهم، فبعض الأشخاص إذا لم تواجههم أو ترد عليهم يتمادوا.
- تجاهل الآخرين لأجل التقليل منهم أو إهانتهم وجرح مشاعرهم وتهميش أدوارهم.
- تجاهل المشكلات التي تحتاج إلى البحث عن حل لها، مما ينتج عنه توسعها وعدم السيطرة عليها.
أثر التجاهل في النفسية
يعد من أهم الآثار الإيجابية التي ينتجها التجاهل على النفسية: الإحساس بالراحة والسلام الداخلي والسعادة، ومن هنا نعرف أن السعادة ليست فقط مجرد قرار يُتخذ؛ وإنما هي عبارة عن أمرين متلازمين:
- الأمر الأول: أن يتخذ الشخص قرار إسعاد نفسه.
- والأمر الثاني: أن يتمرس على إتقان فن السعادة.
وهكذا ودون أن يشعر سيجد نفسه يتجنب كل ما يزعجه ويعكر مزاجه، وبناءً على ذلك ينبغي على كل فرد يريد أن يعيش في سعادة عليه أن يتقن فن التجاهل أولًا.
كيف أتعلم التجاهل
حتى يمكننا تعلم فن التجاهل وإتقان استخدامه بمهارة دون أن نتسبب في إيذاء الآخرين، أو إيذاء أنفسنا، لا بد أن نتبع الخطوات التالية:
- الرد باختصار: إذ لا سبب يجعلنا نطيل الحوار مع من يتسبب في إيذائنا، فطريقة الرد بإيجاز هي الطريقة الفعالة لإبعادهم عنا.
- تجاهل تواجدهم: وذلك بأن نكمل النشاط الذي كنا نفعله قبل مجيئه من يزعجوننا، بعد مجيئهم، حتى لا يجدون مجالًا للجلوس وبدء حوارهم المستفز.
- تأخير الرد عليهم: كذلك يمكنك الرد متأخرا على رسائلهم واتصالاتهم أو كلامهم أثناء الحوار؛ حيث تعتبر هذه رسالة صريحة لهم بعدم الرغبة في الحديث معهم، أو القرب منهم.
كيف أتخلص من الأشخاص المزعجين
هناك بعض الطرق التي يمكنها أن تساعدنا في التخلص من الأشخاص المعجون والارتياح منهم وهي:
- الانشغال بالهاتف: حيث تعد من إحدى الطرق التقليدية التي تساعدنا على تجاهل الشخصيات المزعجة، مما ينتج عنه إبعادهم عنا.
- تعلم أن تقول لا: أن نتعود دائمًا أن نستخدم معهم مبدأ الرفض، فمثلًا نرفض الدعوات التي تكون منهم، مثل: دعوات الحفلات أو الخروج لنزهة أو للتسوق وغيرها.
- تجنب التواجد بالقرب منهم: فلا بد أن نكون حريصين دائما على الابتعاد أو تجنب أي تجمع بهم، وذلك لتقليل فرص الاحتكاك بهم.
وفي نهاية هذا المقال نكون قد ناقشنا معكم فن التجاهل، إضافة إلى العديد من العناوين الجانبية الخاصة به، كما أجبنا عن بعض الأسئلة الشائعة التي كان من أهمها: كيف أتعلم التجاهل؟ وكيف أتخلص من الأشخاص المزعجين؟