قصة فرحات وشيرين.. حكاية العشق الفارسية

يحفل تاريخ الأدب الفارسي بقصص الحب والإعجاب، ومن أشهرها قصة فرحات وشيرين.. حكاية العشق الفارسية، وهي قصة من أسس التراث الفارسي الرومانسي الذي يعكس روعة الحب والإعجاب في هذه الايام، والتي اشتهرت وقتها كثيرًا وأطلق عليه لقب “قصة الحب الفارسية”.

الأدب الفارسي مليء بالعديد من هذه القصص، كما في التراث العربي والتراث البابلي، واللافت في هذه القصة أنها لا تنتهي بسعادة للعاشقين، بل تنتهي بالقتل من أجل هذا الحب الكبير، وفي ذلك المقال سنعرض لكم ملخص تلك القصة التي جذبت قطاع عريض لها من القراء.

قد يهمك: قصة اختفاء أسامة النجمي كاملة

قصة فرحات وشيرين.. حكاية العشق الفارسية: أسطورة القصة

تعود نسخة أسطورة فرحات وشيرين إلى الأناضولية لخسرو وشيرين، وهي قصة الحب المأساوية الشهيرة للشاعر الفارسي نظامي كنجافي (1141-1209) ، البناء الروائي في القصة يتضمن:

  • الأشخاص في الرواية, بسيطة واضحة المعالم.
  • الزمن في الملحمة, متصاعد.
  • والأحداث منتظمة, وتسير نحو العقدة النهائية بشكل سلس, غير أننا لا نعدم المتعة في متابعتنا لسير الأحداث الدرامية الشائقة.
  • المفاجآت غير المتوقعة لبعض الأحداث المصيرية التي تعصف بأبطال الملحمة الشعرية الكبرى.
  • النهايات غير السعيدة, والموت الذي توزع بعدالة على جميع أبطالها الرئيسيين, شأنها شأن جميع الملاحم الشعرية الكلاسيكية الكبرى, كالإلياذة, والأوديسة.

قد يهمك: قصة قصيرة عن الاخلاق للاطفال

 

بدء قصة فرحات وشيرين

بدأت القصة مثل الكثير من قصص الحب. كان فرحات مهندسًا إبداعيًا ونحاتًا، اشتهر بمهاراته الكبيرة في نحت الحجر، وقد رأى ذات مرة الملكة بأم عينيها خلال عملها في القصر “شيرين”.

وكان قلب المهندس الفقير قاسيًا، وهذه الفنانة كانت ملكة الملكة، وسرعان ما تسارعت الأحداث ووقع المهندس في حب الملكة، ويحكى انه كان خسرو برويز كان يحب الملكة شيرين، فقد فر من أبيه هرمزد، واحبها وأعطاها خاتمًا.

قد يهمك: قصص عن التعاون

فكرة خبيثة لكسر حب فرحات وشيرين

“خسرو” بعد أن علم بحب فرحات للملكة “شيرين”، أمره بحفر طريق يقطع جبلًا صخريًا كبيرًا لإعطاء الماء للجانب الآخر، وفي البداية طلب الملك منه أمرًا تعجيزيًا منه, وهو شق جبل بيستون الصلد العملاق من المنتصف, وفتح طريق خلاله.

ذلك من أجل أن يصل ماء البحيرة إلى الجانب الآخر من الجبل, مقابل وعد كاذب, بتمكينه الزواج من الأميرة شيرين. وقبل فرحات بالمهمة المستحيلة؛ حبًا بشيرين, وأنهمك بالحفر بكل بسالة.

قد يهمك: قصة ملاك الزبيدي كاملة

انتهاء قصة فرحات وشيرين

عندما وجد خسرو, تقدم فرحات في عمله رغم صعوبة المهمة؛ قرر أن يقتله بحيلة خسيسة, وهو ايصال خبر كاذب له يفيد بموت الأميرة شيرين فجأة، وبالفعل انطلت الحيلة على فرحات؛ فيقرر بقتل نفسه, فالدنيا من دون شيرين, لا تستحق العيش فيها! وبذلك يُسدل الستار على حياة العاشق النبيل.

وعندما علمت الأميرة شيرين بانتحار عاشقها من أجلها, أعلنت الحداد, وأقامت مراسيم العزاء له, كأنه أحد الملوك، وشيّدت مرقدًا مناسبًا يليق به حيث أصبح مزارًا, ومعلمًا يقصده العشاق من جميع الجهات؛ كونه أصبح رمزًا للعشق الأبدي، كما جاء ذكر شيرين في قصص ألف ليلة وليلة، وأصبحت الملكة شيرين شخصية بارزة لما عُرِفت عنه من صبر وتفهُّم.

الشخصيات الثانوية في الملحمة

هناك مجموعة من الشخصيات الثانوية المهمة في ثنايا الملحمة الشعرية، ومن تلك الشخصيات:

  • شابور, نديم خسرو, وصديقه المخلص الذي تسبب في معرفته بشيرين, وحلقة الوصل بينهما. وشاءت الأقدار أن يكون له دور مماثل في تعريف صديقه الاخر فرهاد؛ بمعشوقته شيرين.
  • مهين بانو, ملكة أرمينيا, وعمة شيرين التي نصحتها باتخاذ طريق العفة مع خسرو حتى تنال زواجها الملكي المستحق, وكان لها ذلك.

في النهاية تحدثنا عن قصة  فرحات وشيرين.. حكاية العشق الفارسية لابد أن يكون الإنسان مخلصًا في حبه لمن يحبه، كما عليه أن يجتهد في إسعاد من يحبه، رغم أننا قد سردنا القصة الكاملة لحب هذين الرحلتين فرحات وشيرين. هناك نقطة يجب الانتباه إليها وهي شخصية “الخسرة” التي اكتسبتها من هذا الحب الكبير بالغيرة والبغضاء، فكان يميز فقط بين العشاق وهذه الشخصية حاضرة دائمًا في حياتنا، لذلك يجب الانتباه إليه، ولا نستمع لـ ما تقوله.

Scroll to Top